شركة تستهدف في حملاتها التسوقية «الخريجين الجدد».. وتبتزهم ب «إيصالات مزورة» الضحايا: خدعونا بتنفيذ التعهدات لمدة شهرين فقط مقابل الاستيلاء على «تحويشة العمر»
"أعطنا جهدك وفلوسك" مقابل الحصول على آلاف الجنيهات شهريًا، هكذا يتم إيهام ضحايا ما تسمى بشركات "التسويق الشبكي الإلكتروني" عبر الإنترنت بهدف الاستيلاء على أحلام وأموال الشباب بإيهامهم بالارتقاء لحياة أفضل والحصول على ربح هائل من التسويق الشبكي، وهذا ما وقع فيه ضحايا شركة "وورك أد" فأصبحوا نسخة مطورة من مشهد عادل إمام وكيس البلح بفيلم "كركون فى الشارع"، حيث تمكنت هذه الشركة بإيقاع أعداد كبيرة من الشباب فى شباكها بخطة محكمة عبر الترويج لما يسمى ب"التسويق الشبكي"، باعتبار أن هذا النوع من أنواع التسويق يدر دخلاً هائلاً على العاملين فيه. ولم تنجح شركة "وورك أد" فى إجراء عمليات غسيل أدمغة الشباب داخل مصر فقط بل وصل الأمر إلى الشقيقة السودان؛ حيث إنها تستهدف فى حملاتها التسويقية الخريجين الجدد الذين ما زالوا يبحثون عن عمل مناسب لشهاداتهم، ليتم الاشتراك بقيمة 550 دولارًا أو 1650 دولارًا، والربح 100 دولار عند الاشتراك كجائزة تحفيزية، ومن ثم يتضاعف هذا الدخل بناءً على عدد الأشخاص الذين سينضمون تحت مظلة ذلك الشخص ليدروا له دخلاً فى كل شهر يبدأ من 100 دولار ثابتة إلى ما لا نهاية له "كما تدعى الشركة"، ولم تكتفِ "وورك أد" بالنصب على هؤلاء بل قامت بتزوير إيصالات للبعض منهم عن طريق خداعهم مقابل عدم تقديم هؤلاء لبلاغات ضد أصحاب الشركة. تفاصيل مؤلمة ويروى ضحايا "وورك أد " تفاصيل خديعتهم ل"المصريون"، فبدأت القصة مع (ع) الذي عرض عليه صديق عمره العمل فى أحد المواقع الإلكترونية الإعلانية الهادفة إلى التسويق الشبكي، العمل معه والتى تتم تسميتها ب"وورك أد" وأنه سيقابله بأصحاب الشركة وهما (طارق عبد المجيد والمدير العام وليد الروبى) "مختفين منذ شهر"، مما يرجح هروبهما، بعد تعدد البلاغات ضدهم وقام بأعمالهما الآن أحمد مرزوق محمد، المتواجد فى بنى سويف بأحد المؤتمرات التى يقيمها الموقع، والذي يعرض عليهم عائدًا مربحًا، ومن شروط العمل، أن يدفع المشترك مبلغ عشرة آلاف جنيه وأن يقوم بالتسويق للشركة لدى أصدقائه المقربين أو عائلته ومع زيادة العدد ستكون نسبته أعلى لأنه بالإضافة إلى أن أصدقاءه سيحصلون على عملاء جدد سيحصل هو أيضًا على نسبة من الأعضاء التى يجلبها أصدقاؤه هو بما أنه الأصل وبالفعل يحصل على عملاء جدد فى عملية النصب التى تنسجها الشبكة للحصول على ضحايا جديدة. وقامت شركة "وورك أد" بتنفيذ تعهداتها فى أول شهرين، والتى كانوا يحصلون عليها من خلال تحويل بنكي، ثم أخبرتهم الشركة أن الشركات المعلنة سحبت إعلاناتها ولن يستطيعوا دفع المرتبات أو حتى باقى الأموال التى دفعها المشتركون فى بداية العمل البالغ عشرة آلاف جنيه، وبدأت الصورة تتضح رويدًا رويدًا بعد أن نكست الشركة بتعهداتها فى أنها ستقدم رحلات عمرة للمشتركين. وقام "ع أ" بتسجيل صوتي لصاحب الشركة فى محادثة هاتفية مع شريكه الآخر بمحاولة إقناع الناس بأن يحصلوا على منتجات والتمهيد لهم بأنهم لن يحصلوا على رحلات عمرة كما اتفقوا معهم، فما كان من "ع " إلا من الاتصال بالشركات المعلنة التى أكدت أنها لا تقوم بدفع أى أموال للشركة وأن الاتفاق على تزويدهم بمنتجات تنتجها الشركة فقط، كما أكدت شركة رحلات الحج والعمرة أنها اتفقت مع الشركة على ذلك إلا أنها لم تقم بأي رحلة على الإطلاق مما جعلت القصة تكتمل، فقام ع – أ ومجموعته بتقديم بلاغ للشرطة إلا أنه أخبرهم أن العقود سليمة لولا التسجيل الصوتى الذى هددوا به فحصلوا على أموالهم. وأكد "ع – أ" أن صاحب الشركة يدفع أموالاً كثيرة حتى لا يتم التحقيق معه من قبل القسم، بدليل أن كل البلاغات المقدمة، لم يتم البت فيها، وذلك ما يؤكده العديد من الشهود بأن الصلة التى تربط العاملين بقسم ببا بمحافظة بنى سويف مكشوفة للجميع. وأضاف "ع – أ" أن أحد المسئولين بالشركة قام بتهديده، بصفته رئيس المجموعة، وأنهم لن يتركوه وفور علمهم بالتسجيل الصوتي الذى قام "ع" بتسجيله لهم فقاموا بمداهمته وكتابة إيصال أمانة من صاحب الشركة لضمان عدم إيذائه. وقال "ع" إنه قدم بلاغًا فى الشرطة التى قامت بعمل ضبط وإحضار بمحضر رقم 15271، وذلك بعد تعدد البلاعات ضد أصحاب الشركة، وموعد لإحدى القضايا المقدمة ضد الشركة يوم 10 من الشهر الحالى، وسرعان ما رد صاحب الشركة حتى يتخلص من قضية إيصال الأمانة بأنه تم خطفه وتوقيعه على الإيصال تحت التهديد، بالإضافة إلى اقتحام شقة "ع – أ" وتكسير محتوياتها للحصول على الإيصال. أما القصة الأخرى والتي تعد أكثر إيلامًا لأحد المشاركين، واسمه "على نادي" والذي تم النصب عليه بطريقة غير تقليدية؛ حيث إن العقد الخاص به كان فى نهايته مسافة بيضاء بعد توقيعه على عقد للعمل بالشركة، فقام مرزوق المحامى بقطع المساحة البيضاء ووضع منتجات لم يحصل عليها، من الأساس وقام أصحاب الشركة بالقول إنه حصل على هذه المنتجات ليعطيها لمجموعته وتم توجيه قضية خيانة أمانة لصاحب العقد، ومثله كثيرون حتى يكون محضرًا أمام محضر ليخلص من القضايا المقدمة ضده. النصب وصل ل"السودان" ووصل الأمر إلى الدول العربية الشقيقة فتروى (راندا) من السودان مأساتها مع النصب الإلكتروني قائلة: "اشتركت فى شركه (وورك أد) بداية العام 2013 وتم عرض الأمر علىّ من صديق أثق به تمامًا وبناء على ذلك أقنعت مجموعة كبيرة من أهل بلدس السودان واشتركنا بمبلغ يقدر ب50 ألف دولار وبالفعل كان هناك مبلغ شهري ثابت إلا أنه توقف واكتشفت حقيقة الأمر وأنه تم النصب علينا والآن أنا فى موقف لا أحسد عليه بسبب ما فعلته من توريط أشخاص فى هذا الأمر". وأضافت: "قومت بتقديم شكوى بالسفارة السودانية والشخص الذى قام بضمي للشركة اسمه إبراهيم الشافعي، أما الشخص الذي سافر عندنا بالسودان اسمه حجاج ومعي صور له ولكن لا أرى أى جديد ولا حياة لمن تنادي". "شقا العمر ضاع" ويروى إبراهيم من القليوبية قصته ل"المصريون" قائلا: "اشتركت فى شركة (وورك آد) عن طريق أحد معارفي بمبلغ 28 ألف جنيه وهذا كان ما أملكه وبالفعل كان هناك التزام من جانب الشركة لمدة شهرين فقط". وتابع: "فجأة لم يعد هناك أى التزام من الشركة واستمر الوضع لمدة سنة كاملة وتعرضت لمشاكل كثيرة منها تأجيل زواجي بسبب ما أعانيه من إفلاس شديد لما تعرضت له من نصب واضح والآن الشركة تحاول حاليًا أن تعرض علينا منتجات عديمة الفائدة وأشعر بتدمير حياتي". أما (ع - ص) طالب بكلية الهندسة قال: "أسكن بالمدينة الجامعية ولجأت للعمل فى محاولة منى لمساعدة أسرتي برفع حمل مصاريف دراستي عنهم فوثقت بشركة (وورك أد) بعدما اطلعت على أوراق ترخيصها أثناء حضوري أحد المؤتمرات للشركة بمحافظة بنى سويف وقمت بوضع كل ما أملك لديها وبالفعل كانوا ملتزمين لمدة شهرين ثم فوجئنا بقولهم إن الشركة تتعرض لأزمة وبدأوا فى عرض منتجات أغلى من سعرها الحقيقي عشرات المرات مقابل الأموال". وتابع: "أشعر بخيبة أمل شديدة خاصة أنني السبب فى اشتراك الكثير من أصدقائي بهذه الشركة التى خدعتني وجعلتني أروج لها لجلب الزبائن". متهم أم ضحية "أنا معرض للحبس" هذا ما أكده محمود محمد من قرية شما مركز أشمون منوفية، بسبب اقتراضه لمبلغ كبير من البنك حتى ينضم لشركة (وورك أد). ويروى محمود مأساته ل"المصريون" قائلا: "أعمل بإحدى مصانع الملابس وأحد أصدقائي أقنعني بهذه الشركة والانضمام لها وبالفعل حضرت أحد مؤتمراتها وصدقتها وشعرت أن وضعي المادي السيئ سوف يتحسن والانفراجة ستأتي على أيدي هذه الشركة ولكن ما حدث هو العكس حيث إنني معرض للسجن بسبب اقتراضي للمبلغ من البنك والشركة بدأت تقول لنا إن الحالة الاقتصادية للبلد هى السبب، ومر عام كامل ولم نستطع أخذ مليم واحد من أموالنا ولاعارفين ناخد معاهم حق ولا باطل، ناهيك عما يحدث لي من مشاكل يوميه من الكثير من الأشخاص الين أقنعتهم بالانضمام لهذه الشركة".