في أحداث ليبيا وما نتنج منه سقوط القذافي فان قطر تعتبر لاعبا اساسيا في الموضوع . قطر - رغم صغرها جغرافيا وسكانيا - الا ان تأثيرها - في احداث المنطقة - يفوق حجم أكبر دولة عربية . في الجانب السياسي كانت قطر اول دولة عربية اعلنت ان القذافي لم يعد يمثل الشريعة في ليبيا واعترفت بالمجلس الانتقالي ممثلا وحيدا لليبيا . كما دعمت المجلس الانتقالي وفتحت ابواب الدوحة للمعارضين وممثلين عن المجلس الانتقالي وغصت فنادقها وقاعاتها بهم حيث الاجتماعات المتواصلة لدعم الثورة . ولاننسى زيارة اميرها للجزائر والضغط عليها لوقف دعم القذافي بالسلاح ، مما تسبب في ازمة دبلوماسية بينهما . وهي الدولة العربية الاولى والوحيدة التي شاركت في الحظر الجوي على نظام القذافي. في الجانب العسكري ارسلت ايضا بعض المعدات والذخائر - حسب اماكاناتها - اضافة الى المشاركة في الحظر الجوي (اربع طائرات بطياريين قطريين) . في الجانب الاقتصادي كانت اول دولة تجمد ارصدة القذافي (وهي تمثل استثمارات عن طريقها ) ثم سارعت بعد اعلان المجلس الانتقالي الى دعمه اقتصاديا وارسلت سفن محملة بالاغذية والمساعدات . ايضا قامت شركة قطر للبترول بتسويق النفط الليبي المنتج من حقول خارج سيطرة النظام لصالح المجلس الانتقالي . الارقام تشير الى انها اكبر ممول للمجلس الانتقالي (اكثر من 400 مليون دولار) . وعند اول اعلان عن سقوط طرابلس اعلنت استضافتها لمؤتمر القمة الاقتصادية الدولية لدعم الثورة من اجل بناء الدولة الحديثة . في الجانب الاعلامي سخرت قطر قاطراتها الاعلامية " الجزيرة" بالكامل لدعم الثورة ومتابعة احداثها دقيقة بدقيقة وليس ساعة بساعة وفقدت بعض طواقمها اثناء التغطية . ايضا قامت بتاسيس ودعم وتمويل قناة تلفزيونية "ليبيا الاحرار" في قطر (عمل فيها 100 اعلامي وتقني وموظف وتبث 12 ساعة يوميا وغالبية موظفينها ليبيون تركز على الاخبار والبرامج السياسية) . ايضا سارعت الى انشاء اذاعة اف ام في بنغازي لدعم الثورة من الايام الاولى . لقد اثبتت الدوحة تفردها سياسيا حيث كانت اللاعب العربي الوحيد في ليبيا بينما بقية الدول العربية وحتى الجامعة العربية متفرجة ومكتوفة اليدين لذلك نقول باسم الثوار في ليبيا شكرا قطر وموعدنا سوريا ان شاء الله أكاديمي وكاتب سعودي