قال زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، إنه سيعمل إلى جانب وزارة الدفاع على احتواء الميليشيات في البلاد لصالح بناء مؤسسة عسكرية بعيدة عن الطائفية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، حضره مراسل الأناضول، في أعقاب اجتماع مغلق بين الطرفين بمدينة النجف (جنوب) حيث يقيم الصدر. وأضاف الصدر: "سنعمل معًا على إرجاع هيبة الدولة ووحدة العراق إلى أن يمسك بزمام الأمور، وندفع بكل المسميات والميليشيات إلى خارج الجيش وخارج العراق ليحل محلها الجيش". وأشار إلى أن "الجيش هو الوحيد الذي يجب أن يمسك بالأرض ويقاتل الإرهابيين"، مبديًا دعمه الكامل للقوات المسلحة من أجل تجاوز المعوقات التي قد تواجهها.
وأكد الصدر على "ضرورة إنهاء وجود المليشيات في المؤسسة العسكرية، وبناء جيش عراقي بعيد عن الطائفية والفئوية كون الجيش ليس لطائفة معينة وإنما لكل العراق". بدوره، دعا وزير الدفاع، خالد العبيدي، إلى رفض الميليشيات وأن يكون الجيش صمام الأمان، وأن تعاد له هيبته، لافتًا إلى أن "وزارة الدفاع ليست شيعية ولا سنية ولا كردية". وأضاف: "نحن منذ تسلمنا وزارة الدفاع عملنا على إعادة هيكلة الجيش وتبديل القيادات وبصدد الاستعداد لعملية تحرير العراق"، مؤكدًا على "ضرورة أن يعمل الجميع تحت مسمى الجيش". وأشار الوزير العراقي إلى أن "وزارة الدفاع بصدد الاستعداد لعملية تحرير العراق من "داعش". ولدى التيار الصدري ميليشيات باسم "سرايا السلام" تقاتل إلى جانب الحكومة مسلحي "داعش" في مناطق واسعة بالبلاد. واعتمدت الحكومة على ميليشيات الصدر وغيرها من الفصائل الشيعية وتعرف باسم "الحشد الشعبي" على نحو متزايد منذ حزيران الماضي لوقف زحف "داعش" على العاصمة بغداد.
ويتكون الحشد الشعبي من فصائل شيعية مسلحة، انخرطت في قتال "داعش" بعد فتوى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني لقتال التنظيم في يونيو/ حزيران الماضي.
ومن هذه التشكيلات منظمة "بدر" التي ينتمي وزير الداخلية، محمد سالم الغبان، إليها، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراقي، وسرايا السلام التابعة للتيار الصدري وغيرها.
وتواجه هذه التشكيلات اتهامات من كتل سياسية سنية بارتكابها جرائم خطف وقتل وتطهير طائفي في المناطق التي تدخلها باستهدافها مكونا ما دون غيره (السنة).
غير أن ممثلي هذه التشكيلات، يواجهون هذه الاتهامات بالنفي ويؤكدون وجود عناصر مندسة ترتكب الجرائم لتشويه صورة الحشد الشعبي.
وساهمت تلك الميليشيات بالفعل في الحرب ضد داعش لكن اتهامات طالتها بتصفية مدنيين سنة وإحراق دورهم السكنية وهو ما أثار مخاوف من اندلاع أعمال عنف طائفية واسعة النطاق.
وتخوض قوات من الجيش العراقي معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية التي تسيطر عليها داعش، بغية استعادة السيطرة على تلك المناطق.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.