أعربت سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع حسنى مبارك عن دهشتها من الانقلاب في مواقف أشخاص قالت إنهم "كانوا يسبحون بحمدنا ليل نهار وبعد 25يناير (الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق) قالوا فينا مالم يقله مالك بالخمر". وأبدت سوزان في حوارها مع الكاتبة الكويتية فجر السعيد الذي نشرت تفاصيله عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، استغرابها من أن "الناس تصدقهم ولا ترى تقلباتهم"، في إشارة إلى الشخصيات المحسوبة على نظام مبارك والتي تهاجمه حاليًا. ولم تحدد سوزان أسماء بعينها إلا أنها أشارت في سياق هجومها إلى الصحفيين الذين انقلبوا على نظام مبارك فور الإطاحة به، قائلة إن "أحد الصحفيين كان يجتمع معي يوميًا قبل 25يناير لإقناعي بإعطائه حق طباعة ونشر كتابي عن تجربتي بعد وفاة حفيدي وبعد الأحداث هاجمني"! وبدت سوزان أكثر تألمًا إزاء مواقف "المتحولين" ممن كانوا في ركاب السلطة والمدافعين عنها: "لا أستغرب مواقف بعض "السماويين" "الغلاويين" ذوي القلوب السوداء ولكن استغرب واندهش من المتحولين وما أكثرهم للأسف وصُدمت وبشدة في البعض". وتحدثت عن محاكمة زوجها الرئيس الأسبق ونجليها جمال ومبارك بتهم قتل المتظاهرين والفساد المالي، والتي حصلوا فيها على أحكام بالبراءة قائلة: "كنت أدعو ربي أن يطيل في عمر الرئيس مبارك ليعيش حتى يرى براءته من الاتهامات والأكاذيب". ولم تخف "سيدة مصر الأولى" لمدة 30عامًا، رغبتها في البكاء بعد كل ما تعرضت له أسرتها عقب ثورة 25يناير، بقولها: "أحتاج وأتمنى أن احضن ابني وأبكي على صدره ولكن لا أستطع لأن انهياري سيؤلمهم وهم بحاجة لمن يشد من أزرهم في محنتهم لذلك أنا متماسكة حتى الآن". مع ذلك، قالت إنها كانت على ثقة من تبرئة زوجها وابنيها، "ربنا كريم معانا في جميع مراحل حياتنا ورغم الصعاب دائمًا نجد الفرج من عنده لذلك كنت على ثقة أن الله سيظهر براءة زوجي وأولادي". سوزان التي اتهمتها تقارير بأنها كانت تخطط لتوريث نجلها الأصغر جمال الحكم بعد والده، وصفت الرئيس الأسبق بأنه "لم يكن زوجي فقط بل هو رئيس جمهورية مصر.. وكنت أتعامل معه وفق هذا المنظور مواطنه ورئيس جمهوريه لذلك كان لي حدود لا أتخطاها". وكشفت أنه كان بإمكان نجليها علاء وجمال الهرب خارج مصر إلا أنهما رفضا: "أتيحت الفرصة لعلاء وجمال بالخروج من مصر ولكنهما رفضا الخروج لأن خروجهما سيفسر هروب من المواجهة ولم نربيهما على الهروب". ونقلت في هذا الإطار عن ابنها جمال "كان يقول لو خرجت من بلدي كيف ستنظر لي ابنتي عندما تكبر وتكتشف أن أباها هرب وهو متهم. وهل تقبلي أن أعيش هاربًا طول حياتي". وأشارت إلى أن "علاء وجمال أصرا على المواجهة إلى البراءة بإذن الله لأنهما واثقين بأنهما لم يعملا شيء يعاقبان عليه ولا يهرب إلا المخطئ أو الجبان". سوزان بدت متألمة مما قيل عنها وأسرتها، قائلة: "وأنا أسمع حجم الافتراءات البشعة التي طالتني أنا وأسرتي كنت أتألم لأني محرومة من حقي الطبيعي بالزعل والبكاء لأحافظ على ثبات من حولي". وامتدحت زوجتي ابنيها، هايدي راسخ، وخدية الجمال، قائلة: "من كرم ربنا علي أن رزقني في بنتين هم زوجتا ولدي واللتين صبرتا وتحملتا الكثير في هذه السنوات الصعبة ويارب أفرح معهما في فرج قريب". وقالت: "عندما أخرج من زيارة ولدي بالسجن أدخل غرفتي ولا أخرج إلا ثاني يوم لأن حالتي النفسية لاتسمح برؤية أحد وربنا مايكتب ما أراه على حد". وأعربت عن تألمها إلى حد كبير مما يثار عنها، "مجروحة جدًا مما ينقل لي عن كلام الناس ولكن دفاعي عن نفسي لن يجدي فصوتي غير مسموع لذلك ليس لي سوى حسبنا الله ونعم الوكيل". إلا أنها بدت رغم ذلك متسامحة "قلبي لا يحمل ضغينة على أحد حتى من أخطأ بحقي ولا أعرف الكره أصلاً ولكن أستغرب هجوم من كان يسعى جاهدًا ليخطب ودي سابقًا". وأعربت سوزان عن حزنها لعدم إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الرئيس الأسبق في الاحتفالات بانتصار حرب أكتوبر 1973 باعتباره أحد أبطال تلك الحرب، قائلة" "حزنت وبشده عندما لم يذكر الرئيس السيسي في احتفالات أكتوبر اسم الرئيس مبارك كما ذكر باقي أبطال أكتوبر". ووصفت سوزان حرب 6أكتوبر التي كان يشغل خلالها مبارك منصب قائد القوات الجوية بأنها "نقطة تحول في حياتي ولو سردت ماحدث معي في احتفالات هذه المناسبة قبل وبعد أحداث يناير ستكون مادة للكوميديا السوداء". وفي رد فعلها على تجاهل الإشارة إلى دور مبارك في حرب أكتوبر، أكدت سوزان أن "الخوف من ردات الفعل لا يعني إلغاء التاريخ الذي سجل أبطال أكتوبر من القادة العسكريين في بيض صفحاته". وتابع "في قلبي غصة لا أستطع إخفاءها ولكن مع هذا أنا متفائلة بأن مصر ستعود أجمل مما كانت والقادم أفضل بقيادة الرئيس السيسي". وفي محاولة للنأي بنفسها عما لاحقها من اتهامات عن تدخلها في إدارة شئون البلاد إبان حكم مبارك، قالت سوزان: "لم أتدخل يومًا في التشكيل الوزاري وليس لي علاقة في السياسة من الأساس وكل ماقيل افتراء وحسبنا الله ونعم الوكيل". ومضت إلى حد القول: "لا أعرف من الوزراء إلا الخمسة الذين أتعامل معهم بحكم نشاطي التطوعي"، واستدركت: "أتحدى من يثبت أني في يوم كلمت مثلاً وزير الداخلية أو الخارجية أو الدفاع أو أي من الوزراء الذين ليس لي علاقة عمل معهم".