قام الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان، يوم الخميس، بزيارة غير معلنة مسبقا، إلى مدينة "مايدوغوري"، عاصمة إقليم ولاية بورنو، شمالي شرقي البلاد والتي تعد أهم معاقل جماعة بوكو حرام المتشدد.. في كلمة له من مقر قوات الفرقة السابعة للجيش النيجيري في مايدوغوري، قال جوناثان "ما تقومون به ليس من السهل"، في إشارة إلى المواجهات مع بوكو حرام. وأضاف "الإرهاب ظاهرة عالمية، ونحن نعمل ليلا ونهارا لنحاول الحد من هذا الجنون" ورافق جوناثان في الزيارة عدد من كبار القادة العسكريين وكبار أعضاء حكومته. وتأتي هذه الزيارة بعد عدة أشهر من تعرض الرئيس النيجيري لانتقادات داخلية لعدم زيارة القوات وأسر المصابين من ضحايا بوكو حرام، بما في ذلك أقارب أكثر من 200 تلميذة اختطفتهم الجماعة المتشددة في أبريل/نيسان من العام الماضي. وفي كلمته لقوات الجيش قال جوناثان "نحن سوف نساعدكم على النجاح فيما تبذلونه من جهد". جوناثان عاد ليؤكد أن الجيش النيجيري الذي تعرض لانتقادات من قبل المعارضة ل"عدم الكفاءة" في مواجهة الاضطرابات في شمال شرقي البلاد "هو في وضع أفضل لمواجهة بوكو حرام مما كان عليه فقط قبل بضع سنوات." وأضاف أن "الجيش النيجيري هو الآن أفضل حالا من حيث المعدات مما كان عليه في الماضي"، واعدا بمزيد من الدعم لضمان تجهيز القوات المسلحة. وتعد هذه الزيارة هي الثانية للريس النيجيري إلى المنطقة المضطربة، شمال شرقي البلاد، حيث وعد بالعودة إلى المنطقة عندما زار لأول مرة مارس/آذار 2013، لكنه امتنع عن القيام بذلك على الرغم من الضغوط المتزايدة لزيارة قرية "تشيبوك" التي اختطف منها أكثر من 200 من طالبات المدارس العام الماضي. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، خاضت نيجيريا معركة شرسة ضد جماعة بوكو حرام، الذي تواصل هجماتها المسلحة التي تعصف بشمال شرقي البلاد المضطرب، والتي أودت بحياة آلاف الاشخاص. وكان عام 2014 أكثر الأعوام دموية، في ظل هجمات متكررة للجماعة المتشددة على نحو متزايد، رفع أعداد القتلى بصورة ملحوظة وتسبب في نزوح عشرات الآلاف. وصعدت بوكو حرام مؤخرا من هجماتها، واستطاعت الاستيلاء على عدة مناطق من ولايات أداماوا، بورنو ويوبي شمال شرقي نيجيريا، ومنذ ذلك الحين أعلنت ما تسميه "الخلافة الإسلامية". وقالت وكالة إدارة الطوارئ الوطنية النيجيرية، الثلاثاء الماضي، إن قرابة 981 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف في حين تضرر قرابة تسعة ملايين آخرين بصورة مباشرة أو غير مباشرة وقال المتحدث باسم الرئاسة، روبن اباطي، في بيان صحفي، إن جوناثان زار أكثر من 900 شخص نزحوا من منطقة باغا إلى مخيم نهر البارد في مايدوغوري. وأضاف أباطي، أن الرئيس النيجيري وعدهم أن الحكومة الاتحادية ستسعى جاهدة لجعل إقامتهم في المخيمات أكثر راحة. وكانت تقارير إعلامية ذكرت الخميس الماضي، أن مسلحي "بوكو حرام" هاجموا بلدة باغا (شمال شرقي البلاد)، الأربعاء، بعد عدة أيام من هجوم شنوه بداية الأسبوع الماضي، على القوة العسكرية المشتركة متعددة الجنسيات في البلدة. وأشارت تقارير إعلامية ومنظمات مجتمع مدني إلى أن أكثر من 2000 شخص قتلوا خلال الهجوم على البلدة، وهو ما نفى صحته المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان، الإثنين، وقال، إن الرقم الذي قدمته وسائل إعلام اعتمادا على شهود عيان، بأن عدد القتلى 2000 ، "لا يمكن أن يكون صحيحا".