بحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس، في القاهرة اليوم الأربعاء، المساعي العربية لإقامة الدولة الفلسطينية، قبيل مشاركة عباس غدا الخميس في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث القضية ذاتها. وقالت الرئاسة المصرية، في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن عباس ناقش مع السيسي المساعي المبذولة لتسوية القضية الفلسطينية، خاصة عقب عدم تبني مجلس الأمن (الشهر الماضي) لمشروع القرار العربي الخاص بتحديد سقف زمنى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية (بمهاية عام 2017). وأضافت أن السيسي وعباس بحثا تطورات طلب فلسطين الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية. وهي خطوة فلسطينية أثارت غضب إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، خشية تحرك السلطة الفلسطينية نحو محاكمة مسؤولين إسرائيليين عما تعتبره جرائم حرب بحق فلسطينيين. وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقع عباس 18 اتفاقية ومعاهدة دولية، في مقدمتها ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، بعد ساعات من إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع القرار العربي. وقالت الرئاسة المصرية إن مصر تجري اتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق الانفراج في الوضع الراهن، معربة عن الأمل في امتناع الجانب الإسرائيلي عن اتخاذ أية خطوات تصعيدية إزاء السلطة الفلسطينية. ويشارك الرئيس الفلسطيني غدا الخميس في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب للتباحث حول تبعات رفض مجلس الأمن تمرير مشروع القرار العربي الخاص بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في ليبيا. وقال أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجماعة الدول العربية، في بيان له اليوم، إن الاجتماع الذي سيترأسه وزير خارجية موريتانيا أحمد ولد تكدي، سيبحث أيضا متابعة تنفيذ القرار الوزاري العربي الخاص بحماية وصون الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. على الصعيد ذاته، عقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اجتماعا اليوم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لبحث الخطوات التي سيناقشها الاجتماع فيما يتعلق بمحاولات القيادة الفلسطينية إنفاذ وتطبيق الاستراتيجية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي. وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء، قال عريقات إن "مجلس الأمن يمثل بابا للشرعية الدولية يطرق من جانب دولة فلسطين لتأكيد ثوابتنا الفلسطينية فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية الناجزة الاستقلال كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وسيركز اجتماع الغد على التشاور بشأن الإجراءات الواجب اتباعها لتنفيذ تلك الاستراتيجية". وتابع عريقات أنه "تم خلال اللقاء الاتفاق مع الأمين العام على أن تقوم الجامعة بتقديم كل امكانياتها القانونية لإعداد ملف شامل بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وملف الاستيطان منذ عام 1968 تى الآن، بالإضافة إلى متابعة طلب فلسطين من الأمين العام للأمم المتحدة توفير نظام لحماية لأبناء الشعب الفلسطيني". وفي السياق نفسه، أعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام نبيل العربي سيعقد اجتماعا رباعيا مع وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الذي ترأس بلاده القمة العربية ووزيري خارجية مصر سامح شكري والأردن ناصر جودة وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وقالت الجامعة، في بيان صحفي، الدول العربية أن الاجتماع سيتناول تنسيق المواقف العربية بشأن القضايا المطروحة على جدول أعمال لجنة مبادرة السلام العربية ومجلس الجامعة في اجتماعهما الطارئ غدا خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية في المنطقة.