أعلن الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" عن تكوين تحالف باسم "الكتلة المصرية" يضم عددًا من الأحزاب الليبرالية التي تهدف إلى إقامة دولة مدنية ديمقراطية، في غياب الأحزاب الإسلامية التي تدعو إلى إقامة دولة ذات مرجعية إسلامية. وأضاف إن هذا التحالف الذي يؤكد أنه لا يزال في مراحله الأولى يضم كلاً من أحزاب "الجبهة الديمقراطية" و"مصر الديمقراطي" و"الديمقراطي الاجتماعي" و"المصريين الأحرار" و"التحالف الشعبي" و"الوعي" و"العدالة"، بالإضافة إلى مجموعة من الحركات والائتلافات الشبابية. وأوضح خلال حفل الإفطار الذي أقامه حزب "الجبهة" أمس الأول بدار الدفاع الجوي، أن التحالف الوليد لن يتمثل فيه الإسلاميون المنتمون للتيار السلفي، لكنه سيكون به ممثلون لما وصفه ب "الإسلام المصري الأصيل المتمثل في رجال الأزهر الشريف"، مشيرًا إلي أن هدفهم أن يكون هناك ممثلون عن الأزهر الأمر الذي سيتم بالفعل- عللا حد قوله - حيث الإسلام المصري المعتدل. وأكد الغزالي حرب أن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة تمثل المبادئ الأساسية للكتلة التي تم الإعلان عن تأسيسها، موضحًا أن الهدف هو إعادة بلورة القوى السياسية الحقيقية في المجتمع المصري. وتطرق للحديث عن السلفيين الذين برزوا على الساحة السياسية عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك، معترفًا بأنهم يشكلون "قوة موجودة في الحياة المصرية منذ أكثر من مئات السنين، إلا أنه لم يكن لهم نشاط سياسي لكنهم كانوا موجودين كجماعة دينية معروفة". وشبه السلفيين في مصر بأنهم مثل "الوهابيين" بالسعودية، لكنه مع ذلك أقر بحقهم في أن يعبروا عن أنفسهم، على أن يحترموا حق الآخرين في التعبير عن أنفسهم. وأكد أنه لا خطورة للسلفيين علي الليبرالية في مصر، لأن الليبرالية – وكما يقول- معناها أن "تقوم كل هذه الكتل بالتعبير عن نفسها ويكون لها تنظيماتها وأحزابها دون أي موانع"، موضحًا أن كل من يحترم القانون والدستور سيتم الترحيب به. واعتبر الغزالي حرب أن تواجد السلفيين في هذه المرحلة "مؤقت"، وقال إن ما أعطى ظهورهم قوة خلال مليونية "الإرادة الشعبية" في 29 يوليو أنهم قاموا بتجميع كل من يمثل السلفيين من الإسكندرية حتى أسوان لذلك ظهروا وكأنهم كثيرون وصنعوا زحامًا بميدان التحرير. لكنه أكد أن هذا ليس معناه أنهم يمثلون خطرًا، حيث "تستطيع أي قوة سياسية أن تجمع حشدًا كبيرًا"، إلا أنهم "سيصبحون خطرًا حقيقيًا حينما يرفضون الديمقراطية ويرفضون احترام الرأي الآخر"، على حد قوله. وتوقع الغزالي حرب أن تحصل جميع القوي السياسية التي ترفع راية الإسلام بما فيهم "الإخوان المسلمون" والسلفيون على ما يتراوح بين20 إلى 25% فقط من مقاعد مجلس الشعب في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، والتي قال إن حزبه "الجبهة الديمقراطية" سيخوضها عبر التحالف مع عدد من القوى والأحزاب السياسية الأخرى. وفي تلميح إلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي قررت الترشح على نصف مقاعد البرلمان، اتهم الدكتور عبد الجليل مصطفي المنسق العام ل "الجمعية الوطنية للتغيير" القوي السياسية التي قررت الترشح على نصف المقاعد ب التجمل الزائف، فمن لديه المقدرة علي الترشح بنسبة 100% من المقاعد فليقم ذلك". وشن هجوما لاذعا على الذين يعلنون ترشحهم على بعض مقاعد مجلس الشعب تحت مقولة "الجدعنة"- بحسب تعبيره- قائلا إنهم "يتعاملون بمنطق مهين ولا يصح أن يحدث"، واصفا هذه اللهجات بأنها "عقيمة ولا تليق". وقال مصطفي إن "الجمعية الوطنية للتغيير" هي إحدى مكونات أعضاء "الكتلة المصرية"، مضيفا أن الكتلة ستمثل فيه الأحزاب الدينية ذات "المرجعية السليمة" ولن ينضم لها أي من الأحزاب التي تمثل الدين الآن لخلوها من هذا الشرط. وأوضح أنه لم ينضم ل "التحالف الديمقراطي" الذي يضم أكثر من 30 حزبا من بينهم حزبا "الوفد" و"الحرية والعدالة"، مرجعا ذلك لأنه "لا يعرف على أي أساس قامت وما المرجعية التي تكون منها التحالف". يذكر أن عددا من الشخصيات العامة حصرت حفل الإفطار الذي أقامه حزب "الجبهة"، ومن بينهم الدكتور حازم الببلاوي وزير المالية ونائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وبثينة كامل المرشحة المحتملة للرئاسة، ومن حزب "الوفد" الدكتور أرشف بلبع ومارجريت عازر عضو الهيئة العليا للحزب. وحضرت سكينة فؤاد نائب رئيس حزب "الجبهة"، وكان لافتا قيامها فؤاد بوضع جزء من علم إسرائيل تحت قدميها قائلة: "هذا العلم مكانه تحت الأقدام"، وهتفت: "تحيا مصر تحيا مصر"، وردد خلفها الهتاف جميع الحضور.