لم يُغلق المغرب أجوائه في وجه القادمين من دول الغرب الإفريقي الموبوءة بفيروس "إيبولا" القاتل، بل تتواصل الرحلات من بلدان كالسيراليون، وليبيريا، وغينيا حيث ينتشر بشكل واسع هذا الفيروس، في التوافد على الأراضي المغربية في ظل إجراءات صحية مشددة للتأكد من سلامة الوافدين. السلطات الصحية المغربية، تشير إلى أن أزيد من 26 رحلة جوية يوميا قادمة من بلدان إفريقية بعضها موبوءة ب"إيبولا"، يستقبلها المغرب وتتم فحصها، ومراقبة الوافدين على الأراضي المغربية لمدة تزيد عن 21 يوما (مدة حضانة فيروس إيبولا قبل ظهوره) للتأكد من خلو هؤلاء من أي عدوى محتملة بهذا الفيروس. اعتمد المغرب مع بداية انتشار فيروس "إيبولا" في دول الغرب الإفريقي مُخططا لمواجهة هذا الوباء يرتكز بالأساس على مراقبة النقاط الحدودية، والمطارات، من خلال تشديد المراقبة الصحية بهذه النقاط المخصصة للعبور الدولي. وفي حديث للصحافة خلال جولة قام بها وزير الصحة المغربي لحسين الوردي اليوم الإثنين لمطار محمد الخامس الدولي، أشار إلى أنه "قبل انطلاق الرحلات يتم التحقق من سلامة المسافرين في بلدانهم الأصلية، كما تُجهزُ الطائرات بكاميرات حرارية لمراقبة حرارة الركاب، وعند وصولهم إلى الأراضي المغربية تقوم سلطات المطار بإعادة إخضاعهم للمراقبة الصحية، فيما توضع طواقم صحية على أهبة الاستعداد في حالة الاشتباه في وجود أي حالة حاملة لعدوى الفيروس". وتقول السلطات المغربية إن البلاد لم تسجل أي إصابة بفيروس إيبولا، مُشددة أنها تتبع الحالة الصحية لمُختلف المسافرين إليها من بلدان موبوءة، بل وتمنحهم هواتف نقالة في حال عدم التوفر عليها، لتمكن من الوصول إليهم في حال وجود أي شكوك بشأن سلامتهم الصحية، أو حدوث أي انتكاسات تؤشر على احتمال إصابتهم بالفيروس القاتل. المشافي المغربية -بحسب وزير الصحة المغربي لحسين الوردي- أقامت أجنحة خاصة للعزل الطبي، من أجل استقبال أي مريض يشتبه في إصابته ب"إيبولا"، حيث تجرى له التحليلات المخرية اللازمة للتأكد من الإصابة من عدمها. كما تقوم الطواقمُ الطبية بحملة توعوية في صفوف المسافرين على متن خطوطها الجوية، إلا أن السلطات المغربية تشدد على أن البلاد رغم جملة هذه الإجراءات الطبية المشددة، "ليس في مأمن" من عدم انتقال العدوى إليها، خاصة في ظل تسجيل ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس في البلدان الموبوءة خلال الفترة القليلة الماضية. وكان المغرب قد منح مساعدات إنسانية وطبية، في تشرين الثاني / نونبر الماضي لكل من السيراليون وليبيريا، تهدف ل "الحد من انتشار فيروس إيبولا" فيهما، تتضمن أدوية طبية تقدر حمولتها ب12 طنا. وتتصاعد المخاوف في المغرب من انتقال فيروس "إيبولا" إلى أراضيه، مع اتساع رقعة انتشاره في عدد من الدول الإفريقية، لا سيما وأن البلاد تعد أحد معابر الهجرة الإفريقية الرئيسية في اتجاه الشمال الأوروبي، ويتسلل إليها مئات المهاجرين السريين . وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في أحدث بياناتها، أن عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس إيبولا، 8235 شخصا، بينهم 2943 في سيراليون من أصل 20 ألف و747 إصابة. وأشار بيان المنظمة، إلى أن 274 شخصاً، فقدوا حياتهم في دول غرب أفريقيا (ليبيريا، وغينيا، وسيراليون) المنكوبة، الأسبوع الماضي، جراء إصابتهم بفيروس إيبولا، فيما توفي في مالي 6 أشخاص، ونيجيريا 8 أشخاص، وشخص واحد في الولاياتالمتحدة، نتيجة إصابتهم بالفيروس. وتسبب إيبولا في وفاة 3496 شخصا في ليبيريا التي سجلت انخفاضا على مستوى انتقال العدوى، بينما سجلت غينيا 1781 وفاة من أصل 2775 حالة إصابة، فيما أودى الوباء في سيراليون بحياة 2943 شخصا من أصل 9780 إصابة. وحذرت المنظمة الأممية، في ذات البيان، من أن الفيروس يقتل نحو 60 % من المرضى في المستشفيات و71% من المرضى الذين لا يتمتعون بأي علاج.