تستغل الحكومة المصرية، الكنيسة، كعنصر ضغط فعال علي إثيوبيا من أجل التوصل إلى حل في قضية سد النهضة، في ظل العلاقات التاريخية التي تربط الكنيسة المصرية بالإثيوبية. في إطار ذلك، تستقبل مصر وفداً كنسيًا إثيوبيا بعد غد السبت، بعد دعوة وجهها بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني. وتستمر زيارة الوفد الإثيوبي لمصر 4أيام، وسيتم طرح قضية سد النهضة على أجندة الاجتماعات. ويعول مسئولون في الحكومة المصرية علي نتائج هذه الزيارة من الناحية السياسية، في ظل تقارب السياسات بين البلدين (مصر وإثيوبيا) ولاسيما قبيل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإثيوبيا والمقررة في نهاية الشهر الحالي. وأكد مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والري، أن هناك تكليفات من الرئاسة المصرية لحث الكنيسة على إعطاء موضوع سد النهضة الإثيوبي، الأولوية في المناقشات. وأوضح، أن "الكنيسة المصرية ستضغط في اتجاه تحقيق أهداف مصر، والمتمثلة في تحديد سعة تخزينية لسد النهضة تناسب البلدين، كذلك الاتفاق علي سنوات ملئ خزان السد، والتي من المتوقع خلالها أن تشهد مصر "ندرة" كبيرة في مياه نهر النيل". واعتبر الدكتور حلمي شعراوي، الخبير في الشأن الأفريقي، أن "الكنيسة المصرية تلعب دورًا كبيرًا في حل الأزمة"، مبديًا تفاؤله بأن "زيارة البابا متياس الأول، بطريرك إثيوبيا، ستكون جيدة ولها نتائج إيجابية ومردود فعل إيجابي تجاه الأزمة". وأشار إلى أن "الدور الشعبي مفيد في حل المشاكل السياسية والاقتصادية بين البلدين بشكل غير مباشر"، لافتًا إلى "ضرورة الاهتمام بتحقيق التوازن بين الدور الشعبي للأزهر والكنيسة". في السياق ذاته، أعرب الخبير العالمي، مغاوري شحاته، عن أمله في أن يسفر لقاء الوفدين المصري والإثيوبي، في نتائج مرضية للطرفين، وذلك في ظل العلاقات التاريخية التي تربط كلاً من الكنيستين المصرية والإثيوبية. وأضاف "البعض يراهن على وطنية البابا تواضروس والتي ستجعله لن يترك فرصة اللقاء بطريرك إثيوبيا دون الحديث عن مصلحة مصر والحديث عن أزمة سد النهضة"، مؤكدًا أن هناك تفاؤلاً كبيرًا بحل الأزمة.