طالعتنا وسائل الاعلام فى الأيام الأخيرة عن إئتلاف القوى الإسلامية المكون من مجموعة من الفصائل والأحزاب الإسلامية ودعي إليه ممثلوا هذه الفصائل والأحزاب لأتخاذ موقف موحد من بعض القضايا التى ينبغى أن يتخندق فيها التيار الإسلامى فى خندق واحد أو يقف فيها صفا واحدا بأعتبارها قضايا مصيرية بالنسبة له وهذه القضايا ربما لا تعني هذه الفصائل وحدها وإنما تعني كل المنتمين للعمل الإسلامي. ولكن الذين دعوا إلى هذا الإئتلاف نسوا أو تناسوا تماما دعوة حزب الفضيلة ذو المرجعية السلفية والذى يعد فى طليعة المشروعات السياسية الإسلامية والذى أعرب عن نفسه بعد خلع المخلوع مباشرة. ونحن لا ندرى هل نسي السادة الشيوخ والأساتذة الذين دعوا لهذا الإئتلاف حزب الفضيلة كواقع موجود يقوم عليه عدد كبير من إخوانهم الذين ينتمون إلى التيار السلفى أم تأثروا بالحملة الشعواء الذى يشنها البعض - منهم - على هذا الحزب ويدعي عليه أنه حزب جهادي - وحزب ملعون هكذا قال – لا لشئ إلا للعصبية التي يبرأمنها المنهج السلفى أم أنهم يجاملون أصحاب هذه الدعوة لمعرفتهم بشدتهم على المخالف وحدة ألسنتهم فيحمل ذلك أحد الإخوة أن يقف ليقول أمام جماهير المسجد –إللى يقول عليه الشيوخ كويس يبقي كويس واللى يقولوا عليه وحش يبقى وحش - هكذا بلا تحقيق ولا نظر وكأنها عبودية جديدة اخترعها القائل تدعوا لإلغاء العقول واتهام الناس بالباطل لمجرد أن أحد الشيوخ أو بعضهم تكلم فيهم هذا والله هو الغلو الذى يعقبه البدع والخرافات وما بعد ذلك من المصائب بل هذه هي التربية على تقديس الرجال ومن ثم عبادتهم أين كلام ماللك رحمه الله الذى يتشدق به الناس هنا وهناك كل صاحب قول يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أم أنها عبارات تقال للناس ليس لها من التطبيق عندنا حظ ولا نصيب. أم أن هؤلاء المؤتلفين يشاركون كغيرهم فى محاولة هدم حزب الفضيلة بتجاهله كما قال البعض أنهم يدعمون حزب كذا بعد انهيار حزب الفضيلة وهل جوبه حزب سياسى سواء كان ذو توجه إسلامي أو علماني بهذه الحرب التى لا هوادة فيها مثلما جوبه حزب الفضيلة وهل هذا البغى وذاك الظلم يحقق تمكينا بحال من الأحوال، أظن أن الإجابة لا تخفى عى فطنة الشيوخ . إن تمترس بعض الشيوخ خلف الأحزاب أو دعمهم لا يعني الطاعة مطلقة لهم وإنما هذا العمل الذى مازلنا جميعنا حدثاء عليه يقتضى التشاور والتحاور لا الطغيان والإستبداد أو اتهام الناس بالباطل إذا خالفوا فى رأي من أجل هدمهم وتخريب أعمالهم وإلا فهم يعلمون جيدا أن الصحابى قال للنبى صلى الله عليه وسلم إن هذا ليس بمنزل فنزل على رأيه أم أننا ندرس هذا لأهل المساجد دون أن يكون له حظ ولا نصيب من الواقع إن تجاهل التيار الإسلامى لرجل واحد له أثر فى العمل الإسلامى يعد خللا كبيرا فما بالك بتجاهل فصيل كامل كما أن أخذ كلام الرجال فى الرجال دون نظر أو تحقيق سيفضي بنا إلى الغلو الذى قد يبدأ بنوع من الخلل فى السلوك ثم ينتهي إلى خلل فى النظرية وما ينبغي أن تكون هذه الائتلافات قائمة على المصالح بقدر ما تكون قائمة على المبادئ لأن المصالح والرأى قد تفرق إذا تمسك كل فريق برأيه أو قدم مصلحته على مصالح الآخرين أما المبادئ فإنها تجمع ولا تفرق وتحفظ الحقوق حتى لو اختلفنا في الرأي أوتقابلت المصالح ونسأل الله أن يعصمنا وإخواننا وجميع المسلمين من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين. –كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر .