قال الرئيس السوداني، عمر البشير، يوم الأربعاء، إن دعوة الحوار الوطني التي طرحها في يناير/ كانون ثاني الماضي، "هدف استراتيجي وليست مناورة". ووفي خطاب متلفز بمناسبة الذكرى 59 للاستقلال عن بريطانيا، أوضح البشير: "دعوتنا للحوار هدف استراتيجي وليست مناورة كما يدعي البعض". وجدد البشير رفضه تأجيل الانتخابات كما تطالب المعارضة، قائلا: "الانتخابات استحقاق دستوري واجب النفاذ ومن يتحدث عن تأجيلها ينسى أنها إطار من أطر الحوار الشعبي"، وتابع: "من يريد تأجيل الانتخابات يعيق هذا الحوار الجماهيري". ودعا البشير أحزاب المعارضة إلى الاستجابة لدعوة الحوار الذي قال إنه "قطع أشواط مقدرة"، وحث الحركات المسلحة على إلقاء السلاح، قائلا: "كما أكدنا من قبل نقول أن من يلقي السلاح فهو آمن". وتأجيل الانتخابات العامة المقرر لها أبريل/ نيسان المقبل، بجانب تشكيل حكومة إنتقالية تشرف على صياغة دستور دائم وإجراء إنتخابات حرة ونزيهة، من أبرز شروط المعارضة لقبول دعوة الحوار التي دعا لها البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة. وباستثناء حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الإسلامي حسن الترابي وحركة الإصلاح الآن بزعامة غازي صلاح الدين وكلاهما منشقان عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم لا يوجد الآن حزب معارض ذو تأثير منخرط في عملية الحوار. ويهدد كلا الحزبين بالانسحاب من عملية الحوار ما لم تؤجل الانتخابات لكنهما لم يتخذا حتى الآن قرارا رسميا. وفي 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تكتلت أحزاب المعارضة وحركات التمرد المسلحة ضد الحكومة بالتوقيع على اتفاق في أديس ابابا أطلق عليه "نداء السودان". ووقع الإتفاق بعد تعثر جهود الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي في التوصل لإتفاق بين الحكومة والحركات المسلحة، لوقف إطلاق النار في جبهات القتال بالبلاد، في المحادثات التي جرت بأديس ابابا. ووقع على الإتفاق كل من حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد وتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم عدد من الأحزاب اليسارية بجانب الجبهة الثورية وهي تحالف يضم 4 حركات تحارب الحكومة في 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية. وفيما رأت الفصائل الموقعة على الإتفاق أن "الحل الشامل والحوار يعتمد على منبر سياسي موحد يفضى إلى حل سياسي شامل يشارك فيه الجميع"، أقرت التنسيق فيما بينها لتحقيق "الإنتفاضة الشعبية". وقوبل الإتفاق برفض حكومي حيث اعتقل جهاز الأمن كل من فاروق أبو عيسى رئيس الهئية العامة لقوى الإجماع الوطني وأمين مكي مدني رئيس إئتلاف لمنظمات مجمتع مدني بعد يوم من عودتهما من أديس ابابا حيث وقعا إنابة عن تنظيماتهم على الإتفاق. وقبل أيام اتهم الرئيس البشير أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية بالوقوف وراء الإتفاق ووصف الموقعين عليه بأنهم "خونة ومرتزقة". وفي أكتوبر / تشرين الأول الماضي اعتمد الحزب الحاكم رسميا البشير مرشحا له لمنصب الرئاسة في الإنتخابات التي ستشمل أيضا نواب البرلمان. ووصل البشير (70 عاما) للسلطة عبر إنقلاب عسكري مدعوما من الإسلاميين في 1989، وتم التجديد له في انتخابات أجريت في 2010 وقاطعتها أيضا فصائل المعارضة.