قال خبراء سياسيون مصريون، إن قطر سيكون لها دور في مصالحة "محتملة" بين مصر وتركيا، في الوقت الذي يضع فيه مسئولون أتراك شروطًا لتطبيع العلاقات بين أنقرةوالقاهرة. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ل "المصريون"، إن "قطر تقود تركيا إلى المصالحة، وتطبيع العلاقات مع مصر" بعدما رأى أن "النظام الحاكم في قطر أدرك أنه يلعب معه الحصان الخاسر وهم "الإخوان المسلمون"، وأن لامفر من المصالحة". وشاطره الرأي الدكتور يسرى العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، قائلاً: "قطر ستلعب دورًا محوريًا في الفترة المقبلة من حيث المصالحة بين مصر وتركيا، الأمر الذي سترضى به تركيا من أجل الاستثمارات القطرية والخليجية لديها، والتي ستكون ورقة ضغط من أجل تحقيق ذلك". وأضاف: "المرحلة المقبلة ستشهد فيها مصر بداية تحسن العلاقات الخارجية والدعم من الدول التي كانت تحاربها وتتدخل في شأنها بشكل سافر وغير مقبول"، موضحًا أن "المصالحة القطرية غيرت المسار السياسي للدول التي هاجمت مصر، لذلك ستتم المصالحة التركية بشكل تدريجي". ورأى العزباوي أنه "يجب على مصر فرض شروط المصالحة مع تركيا وليس تركيا كما جاء في تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج، الذي دعا إلى ضرورة إزالة التوتر القائم بين بلاده ومصر، وقال: "قد تكون مصر هي التي يجب أن تقدم على خطوة أولًا، لكن علينا تحقيق ذلك"". واعتبر العزباوي أن من شروط المصالحة مع تركيا "تقديم اعتذار رسمي إلى الشعب المصري، ووقف كل الحملة الإعلامية الشرسة التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومطالبة تركيا بتسليم قيادات جماعات الإخوان المسلمين، ممن تم إدانتهم بأعمال عنف وصدرت ضدهم أحكام قضائية, ووقف الدعم للإخوان المسلمين". وتابع: "في حوار الشيخ تميم بن حمد أمير قطر إلى صحيفة "زمان" التركية قال إنه أوضح لأردوغان أهمية الدور الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الأوسط، وبعث برسالة مفادها: "لامحالة من تطبيع العلاقات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومن المؤكد أن هناك فائدة من إعادة تقييم سياساتكم في الموضوع مرة أخرى". وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو؛ إن بلاده مستعدة لتحسين علاقاتها مع مصر، إذا أقدمت على "خطوات من أجل الديمقراطية، وأوقفت انتهاكات حقوق الإنسان والظلم". وأضاف جاويش أوغلو - خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني لقناة محلية - أن تركيا ليست لديها أية مشكلة مع الشعب المصري، إلا أنها "تعترض على ظلم إدارة (الرئيس عبدالفتاح) السيسي التي وصلت الحكم عبر انقلاب عسكري؛ بحق الشعب المصري". وأردف: "إن قتل آلاف الأشخاص في الشوارع؛ يتعارض مع حقوق الإنسان، فحق الحياة يعتبر أقدس حق طبيعي للإنسان. ونحن لانعلم عدد المعتقلين السياسيين هناك، لقد اعتقلوا أكثر من 19 ألف شخص "، مشددًا على وقوف تركيا دومًا إلى جانب الشعب المصري.