كشفت مصادر إعلامية وسياسية مصرية وقطرية النقاب عن أن الزيارة التي يقوم بها رئيس المخابرات القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني حاليًا إلى القاهرة تناقش العديد من الملفات المعلقة بين البلدين لغلقها تمهيدًا للقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم في السعودية الشهر المقبل. وذكرت المصادر أن هناك تنازلات متبادلة بين البلدين، وأنه مقابل غلق قطر لقناة "الجزيرة مباشر مصر"، يتوقع أن تسمح مصر بعودة فتح مكتب القناة بالقاهرة مرة أخرى، وأن تطرد معارضين قطريين منهم خالد الهيل زعيم ما يسمى ب "الحركة الشبابية للإنقاذ"، الذي كانت تستضيفه غالبية القنوات المصرية الحكومية والخاصة للطعن في قطر، على أن تلزم قطر المعارضين المصريين بعدم ممارسة عمل سياسي علي أراضيها. وقال جابر الحِرمى، رئيس تحرير جريدة "الشرق" القطرية، عبر حسابه الرسمي على "تويتر" اليوم، إن "الأيام المقبلة ستشهد إطلاق محتجزي القناة في مصر، وعودة بث الجزيرة مباشر مصر من القاهرة مجددا، مع السماح للجزيرة الإخبارية بالعمل في مصر". وأضاف: "حسب مصادر موثقة "الجزيرة مباشر مصر" سوف تعود للبث من القاهرة خلال الفترة المقبلة كما كانت في السابق قبل إغلاق مكاتبها في مصر". وكانت السلطات المصرية أغلقت مكتب "الجزيرة مباشر مصر" بالقاهرة، عقب عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة. وأكد الحِرمى أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، مساعد وزير الخارجية القطري، لم يطلب منه القيام بوساطة بين المعارضة والحكومة المصرية، وأنه أكد في تصريحات سابقة له أن المعارضة المصرية مرحب بها طالما لم تمارس عملا سياسيا، مؤكدا أن "أنظمة قطر لا تسمح بذلك". وكان قرار إغلاق "الجزيرة مباشر مصر"، ألمح ضمنًا في طياته لاحتمالات إعادة فتح مكتب القناة المغلق بالقاهرة، وهذا تنازل مصري. إذ قال البيان: "سوف تحل الجزيرة مباشر العامة في بثها على ترددي "الجزيرة مباشر" والجزيرة "مباشر مصر" التي ستتوقف عن البث مؤقتًا لحين تهيئة الظروف المناسبة للبث مجددًا من القاهرة، وذلك بعد استكمال التصاريح اللازمة لعودتها إلى مصر، بالتنسيق مع السلطات المصرية". يذكر إن لقاء جمع عبد الرحمن آل ثانى بالرئيس عبد الفتاح السيسى الأحد الماضي في إطار مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز بهدف "رأب الصدع وتوطيد العلاقات بين دولتي قطر ومصر". وقالت مصادر أمنية مصرية اليوم، "إن مسؤولي مخابرات مصريين وقطريين التقوا أمس الثلاثاءلبحث عقد اجتماع بين زعيمي البلدين في العاصمة السعودية الرياض الشهر المقبل، ولإنهاء أزمة دبلوماسية مستمرة منذ عام ونصف نشبت في أعقاب في مصر". وأوضح مصدر أمني أن مسؤولا مصريا أبلغ مدير مخابرات قطر في اللقاء أنه ليست لدى مصر مشكلة في الانتقادات لكن يجب أن تكون مهنية دون سب أو قذف. وأضافت المصادر: "إن رئيس المخابرات القطري الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني زار القاهرة لمناقشة بنود المصالحة بين البلدين بعد اجتماع عقد يوم السبت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومبعوث خاص لأمير قطر في حضور مبعوث سعودي". وتتوسط السعودية لعقد مصالحة بين القاهرةوالدوحة بعد اتفاقها مع الإمارات والبحرين في نوفمبر الماضي على إنهاء خلاف استمر ثمانية أشهر مع قطر بسبب دعمها لانتفاضات "الربيع العربي".