بداية كل عام وأنتم بخير بمناسبة الشهر الفضيل تقبل الله من جميع المسلمين الصيام والقيام، ما يجرى هذه الأيام من ارتباك على المستوى الحكومى والقضائى فى محاكمة قتلة الثوار فى ثورة يناير يدعو الى القلق ولا أريد ان أقول الريبة والشك، ولكن دعونا حتى لا نتهم بسوء الظن والتشكيك الا توافقوننى أن المحاكمات التى تجرى الآن لأكثر الناس اجراما وفسادا على ظهر الأرض على مدى المائة سنة السابقة هى مجرد طبطبة و تدليل وان اصغر محامى يستطيع أى محامى مبتدئ أن يفسد أى قضية ويحولها الى لا قضية فما بالك بنفر قليل من جهابذة المحامين خانوا الثوار والوطن وقبلوا الدفاع عن القتلة والمحرضين وهم يعلمون يقينا أنهم كذلك، بالتأكيد ما لم تكن أدلة الاثبات قوية وقاطعة من قبل النيابة العامة ستتحول كل هذه القضايا الى لا شئ، الغريب فى الأمر أن هؤلاء القتلة أصدروا الأوامر وقتلوا الثوار وهناك اعترافات من البعض وكل واحد يحاول أن يتنصل من اصدار الأوامر بالقتل والدهس بالسيارات والاغتيالات التى تمت فى الثورة وما شاهدناه جميعا على الهواء مباشرة، جرائم قتل على الهواء مباشرة ثابته على أصحابها بالصوت والصورة ومضت حتى الآن ستة شهور كاملة ولم يقدم أحد منهم الى المحاكمة حتى هذه اللحظة وما سيتم يوم الأربعاء الموافق الثالث من أغسطس سيطلب محاموا القتلة التأجيل وهذا حسب القانون حقهم طالما ارتضينا أن نحاكمهم أما القاضى الطبيعى محاكمات مدنية، مع العلم أن هؤلاء الظلمة كانوا يحاكمون الناس على النوايا والأحلام واسألوا من تم معاقبتهم بالسجن خمس سنوات وسبع سنوات بتهم أقل ما يقال عنها أنها غير موجودة ونحن لدينا اكثر من 1500 قتيل غير 5 الاف مصاب ومشوه ولا نستطيع محاكمة الفاعل حتى هذا اليوم ونتمنى أن لا يتم التأجيل تلو التأجيل الى أن ينسى الناس ويضيع حق الشهداء وأصحاب الحقوق من ذويهم، ولكن هيهات فقد ولى زمن النسيان أو التظاهر به، لن ينسى أهل الشهداء ومن خلفهم الشعب المصرى كل ذلك والقصاص قادم لا محالة ولو بعد حين، حتى أن القضايا القديمة ستفتح ويعاد التحقيق فيها من جديد، القضايا التى حكم فيها بتوجيهات صاحب المعالى مثل العبارة والدم الملوث والتعذيب والقتل دون سبب كل هذا سيفتح بعد أن خرج المارد من القمقم الذى ظل حبيسا فيه أكثر من 30 سنة وستعاد الحقوق الى أصحابها ولن يضيع حق وراءه مطالب به، هكذا علمتنا الحياه. أليس الجزاء لابد ان يكون من جنس العمل والعين بالعين والسن بالسن أم هناك مجرمون صعاليك يستحقون الاعدام ومجلرمون سوبر ولا تنسوا لعن الله قوما ضاع الحق بينهم. ان ما يحدث هذه الأيام هو بحق نوع من الارتباك ونحن فى أمس الحاجة الى تحديد الأولويات وترتيبها والبدء فى العمل على هذا النحو ماذا والا العواقب ستكون وخيمة على الجميع، نحن اليوم فى أشد الحاجة الى التكاتف والتوافق والاتحاد أكثر من السابق وذلك لأنه كما ذكر سابقا أن الضربة التى تلقاها النظام السابق والحزب الوطنى وفلوله وكل الفاسدين والبلطجية ومعاونوهم فى الداخل والخارج أفقدته الوعى وأصابته بغيبوبة أفقدتهم توازنهم والأن يبدو لى أنهم امتصوا الصدمة وبدأوا يستعيدوا توازنهم ويضربوا فى كل اتجاه، مستغلين حالة التشنج والتحزب التى ظهر عليها أصحاب الثورة خاصة منذ الثامن من شهر يوليو حيث بدأ الثوار ينقسمون على بعضهم البعض وأكبر دليل وصل عدد أئتلافات شباب الثورة الى 160 أئتلاف كل يتحث باسم شباب الثورة فهل هذا يعقل لابد وان يرجع هؤلاء الشباب الى ثورتهم العفوية والتجمع من جديد وبسرعة فى ائتلاف واحد يجمعهم او ائتلافين على الأكثر حتى يستطيعوا أن ينافسوا فى الانتخابات القادمة ويكون لهم دور فاعل فى مستقبل هذا الوطن والا بهذه الطريقة ستلجأون الى الميدان أعوام طويلة قادمة ولن تحصلوا على شىء لأنه فى الاتحاد قوة والتفرق ضعف وكما قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وأعتقد أن هذا ما يحدث الآن أو أن هناك من يدبر لكم ذلك حتى يبعدكم عن الهدف الرئيسى وهو تحقيق أهداف الثورة، ولذلك عليكم ونحن جميعا معكم أن تعودوا الى مراجعة أهداف ثورتكم النبيلة والتى من أجلها استشد الشباب الأطهار ونحن نطالب لهم القصاص العادل من القتلة مهما كانوا أو ظنوا انهم فوق القانون، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، حفظ الله مصر والمصريين جميعا من كل سوء. [email protected]