في تعليقها على التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، عرضت صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية في افتتاحيتها في 17 ديسمبر ثلاثة سيناريوهات لإجهاض هذا التحرك، موضحة أن الاعتراف بفلسطين مسألة شديدة الارتباط بالانتخابات في إسرائيل, وبالصراع الانتخابي في أمريكا أيضا. والسيناريو الأول -حسب الصحيفة- هو أن يطلب الأمريكيون من الفلسطينيين تأجيل طرح موضوع الاعتراف في مجلس الأمن الدولي، ويعدهم الأمريكيون بأنه إذا قامت حكومة أخرى بقيادة بنيامين نتنياهو, فسيعطون ضوءا أخضر لطرح الموضوع في مجلس الأمن. وبالمقابل، إذا استبدل نتنياهو, ستعمل الولاياتالمتحدة على تحقيق مبادرة عربية جديدة شاملة، وإذا قرر الفلسطينيون مع ذلك التوجه إلى الاعتراف في مجلس الأمن ستستخدم أمريكا "الفيتو". أما السيناريو الثاني، فهو أن يتفق نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري على "صيغة اعتراف" خاصة بهما بدولة فلسطينية، أي يتعاونان على تصميم مشروع منافس للمشروع الفلسطيني. وفي السيناريو الثالث، يعرض الأمريكيون مبادرة لا يقبلها نتنياهو، يمتنعون عن استخدام "الفيتو"، والعلاقات مع واشنطن تتدهور إلى درك أسفل جديد. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي, الموجود حاليا في لندن, أعلن في 17 ديسمبر, أن فرنسا تعمل مع الفلسطينيين على صياغة مشروع قرار لتقديمه إلى مجلس الأمن بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين أن واشنطن أعلنت أنها لم تحسم أمرها في الرد على هذا المشروع, رغم تأكيدات فلسطينية بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هدد باستخدام حق النقض " الفيتو". وقال المالكي -لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف- إنه يعمل مع فرنسا من أجل اعتماد كافة الملاحظات والتعديلات الفلسطينية على مشروع القرار الذي ستقدمه فرنسا بصيغته المعدلة إلى مجلس الأمن. وأضاف أن فرنسا تقترح في صيغتها لمشروع القرار مفاوضات لمدة سنتين، فيما يطالب الفلسطينيون بمفاوضات لمدة سنة، والسنة الثانية للتفاوض على انسحاب الاحتلال. ومن جهته، أكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القيادة الفلسطينية تريد أن يحدد مشروع القرار الفرنسي أن شرقي القدسالمحتلة عاصمة دولة فلسطين، وحل قضية اللاجئين. وفي وقت سابق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) محمد اشتية أنه تم دمج مسودتين قدمتهما المجموعة العربية وفرنسا، وبات هناك مشروع قرار موحد. وفي المقابل، قال مصدر فلسطيني مطلع إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ الوفد الفلسطيني في لندن بأن واشنطن ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن لإسقاط مشروع القرار بشأن تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وكان كيري حث الفلسطينيين على إرجاء تقديم هذا المشروع إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية. غير أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر بساكي أكدت في 16 ديسمبر أن بلادها "لم تتخذ قرارا بعد بما ستقوم به في مجلس الأمن, لأن عليها معرفة تفاصيل ما سيتم تقديمه". وأشارت المتحدثة الأميركية إلى أن بلادها تريد إيجاد تهيئة الوضع لمعالجة القضايا بين الفلسطينيين والإسرائيليين "بشكل أكثر جدية". يشار إلى أن الولاياتالمتحدة تدعو إلى قيام دولتين: فلسطينية وإسرائيلية "فقط"، عن طريق المفاوضات المباشرة، وليس عن طريق الأممالمتحدة. وأكد مسئول فلسطيني لقناة "الجزيرة" في 16 ديسمبر أن وفدا فلسطينيا برئاسة كبير المفاوضين صائب عريقات أبلغ كيري في لقاء بلندن أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن مشروع القرار الذي يدعو لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 بحلول نوفمبر 2016. وقال الفلسطينيون إنهم سيطلبون الانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، بما فيها الاتفاقية المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية إن استخدمت واشنطن الفيتو. يذكر أن الفيتو يسقط آليا أي مشروع قرار حتى لو حصل على تسعة أصوات من مجموع الأصوات ال15 في المجلس. ونقل مدير مكتب قناة "الجزيرة" في رام الله وليد العمري عن مصدر فلسطيني مطلع أن محادثات الوفد الفلسطيني مع كيري كانت قاسية، موضحا أن الجانب الأمريكي اشترط تعديلات في المشروع المقدم إلى مجلس الأمن بحيث يتضمن ذكر الدولة اليهودية، والتخلي عن سقف زمني لإنهاء الاحتلال.