الجامعات تحاول تعويض الغياب الثوري بإحياء ذكرى علاء عبدالهادي ب" ثورة طلاب".. و"يسقط حكم العسكر" الشعار "آهين يا محروسة أد ما أنت وحشاني... مش عايز أشوفك وخلى ما بنا حيطة وباب"، وإن لزم فاقفلوا الشباك، فخلفه يقف مَن يرصد الحركات، ليس فقط كلمات لأغنية يطربها على الحجار، ولم تكن مناجاة لوطن يقول أهله إنه مغترب فيه، بل هو حالة عامة يمر بها الشباب المصري، متيقنًا معها أن دور البطولة فى المشهد السياسي لم يعد يليق به، وعليه أن يتراجع إلى الدور الثاني وربما الثالث. إذًا هى حقيقة أدركها الشباب، مع كل ذكرى يستلزم فيها إحياء لأحداث الثورة، حينها يجد نفسه ما بين مأزق الأحياء وإخفاق الحشد، وهو الأمر الذى اتضح مع ذكرى أحداث محمد محمود الأخيرة والتى فيها اضطرت القوى الثورية إلى إحيائها لحفظ ماء وجههم ودفع تهم "بيع الدم" عنهم، ولكن فى الوقت ذاته اخفقوا فى الحشد مكتفيين وقتها برفع شعار إسقاط قانون التظاهر كأقصى مطالبهم. ومع اقتراب أحداث مجلس الوزراء 16 ديسمبر، متوقع أن يتكرر الأمر وهو ما اتضح فى عدم وجود أى دعوات للتظاهر حتى الآن من قبل القوى الثورية، حيث قالت إيمان نضال، عضو حزب العيش والحرية- تحت التأسيس- إن الحزب لم يحدد بعد أى تظاهرات سيشارك فيها خلال ذكرى مجلس الوزراء. وأشارت فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن الشباب متردد فى النزول يوم الثلاثاء القادم بعد الأعداد الضعيفة التى نزلت إلى الشارع فى ذكرى محمد محمود وأدت إلى القبض على بعض النشطاء السياسيين، مشيرًا إلى أن الأعداد تحمي المتظاهرين فى لحظات الفض. وتطرقت إلى تظاهرات 5 ديسمبر التى دعت لها القوى الثورية اعتراضًا على براءة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك وأعوانه، وهى الجمعة التى لم يشارك فيها سوى أعداد محدودة تم القبض عليهم والإفراج عنهم فى نهاية اليوم. وفى محاولة لتعويض الغياب الشبابي جاء دور الجامعات التى تحضر نفسها لإحياء ذكرى "مجلس الوزراء"، وتحديدًا علاء عبد الهادي، طالب الطب الذى راح ضحية الأحداث فى 2011. حيث تنتظر جامعات الجمهورية يوم الثلاثاء، لإحياء ذكرى الأحداث داخل الحرم الجامعي. وقام طلاب جامعة عين شمس تحديدًا بالإعداد لفاعلية تحت مسمى" انتفاضة الجامعات"، التى يشارك فى تنظيمها قوى ثورية طلابية مثل حركة طلاب 6 إبريل، والاشتراكيون الثوريون، والتيار الشعبي، ومصر القوية، والجبهة الديمقراطي، على أن يكون التجمع يومها تحت مسمى "ائتلاف طلاب مصر". وجاء في الدعوة التى أعلن عنها الطلاب فى العديد من كليات الجامعة أن الوقفة سيرفع فيها لافتات المطالبة بالقصاص للشهداء، والتنديد ببراءة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك وأعوانه، علاوة على ترديد هتافات "يسقط حكم العسكر" والدعوة لمحاسبة قيادات الشرطة المتورطين فى أحداث مجلس الوزراء.