فتاة التحرير المسحولة أو كما أطلق عليها حينها "ست البنات" تلك الفتاة التى خرجت لتشارك شباب الثورة ثورتهم ضمن أحداث مجلس الوزراء بعام 2012 فلم تجنِ سوى التعرض لضرب مبرح من قبل عناصر الأمن المكلفة بحماية ميدان التحرير، فضلاً عن تعريتها وهى تقاوم السحل والضرب لتقوم الدنيا ولم تقعد حينها، حيث تصدرت صورتها صفحات الصحف الأولى ومنشتات المجلات والفضائيات المصرية والعالمية لتخرج تظاهرة حاشدة تطالب بحق فتيات مصر تحت شعار بنات مصر خط أحمر "لتختفى تمامًا الفتاة وترفض الظهور إعلاميًا وتتوارى أخبارها تمامًا". حسن شاهين، الناشط السياسى ومؤسس حركة تمرد، كان شاهد العيان على الواقعة وهو الشخص الذى أظهره مقطع فيديو للأحداث يقوم بحمايتها ويتحمل هو وابلاً من الضرب بالعصا على جسده الضئيل لحمايتها "تحدث ل"المصريون" فى ذكرى أحداث مجلس الوزراء مسترجعًا ذكريات أليمة، حيث قال: "بالتأكيد كانت أحداث صعبة ومؤلمة حيث رأيت أمامى فتاة التحرير وهى تضرب وتسحل فحاولت حمايتها وتعرضت للضرب حينها حتى فقدت الوعى. وأضاف شاهين أن الفتاة كانت متطوعة في المستشفى الميداني بميدان التحرير، تحاول المشاركة في إسعاف المصابين إلا أن عقب ما حدث في 17 ديسمبر 2011 اختفت الفتاة ورفضت الظهور في أي وسيلة إعلامية رافضة المتاجرة بما حدث لها وفضلت الانسحاب عن الحياة السياسية والاجتماعية وغادرت البلاد حتى ألا أحد يعرف أخبارها سوى بعض من أصدقائها المقربين، وتابع: " ست البنات موجودة ولكنها لن تظهر مرة أخرى وكل ما يقال عنها من نسج الخيال، مؤكدًا أنها بعد الحادثة رفضت الظهور والمتاجرة بما حدث لها كما حدث من العديد. وأضاف شاهين، المتحدث الإعلامي لحركة تمرد - قبل انقسامها -، أن دوره حاليًا مواطن عادي لا يملك سلطة ولا قرارًا ولكنه يأمل أن تكون هناك تعديلات في كل ملفات الشأن المصري من اقتصاد وتعليم وصحة، مشيرًا إلى أن الثوار رفضوا حكم مبارك وحكم محمد مرسي، مضيفًا: مازلنا ننتظر أن يكون هناك دور جديد للشباب على أرض الواقع ونكتفي من أصحاب ال60 وال 70 عامًا. وأكد المتحدث الإعلامي لحركة تمرد أن مصر ليست واضحة أمام أي طرف من الأطراف، متمنيًا أن تكون أفضل حرية وديمقراطية دون انفلات ودون فوضى أن تكون حرية في النطاق المسموح، وأن يكون هناك تطور في ملفات العدالة الاجتماعية والعدالة الانتقالية. وأكد أن حق الشهداء والمصابين سيعود إذا تحققت مطالبهم وتتحول من شعارات إلى حقائق بإرادة الشعب من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، مؤكدًا أن الشعب المصري يرفض الإرهاب والتطرف وأن الناس ترى أنه لابد من الصبر على النظام الحالي ولن يتنازل عن مطالبه. وكانت "نيويورك تايمز" قد نشرت فى صدر صفحتها الأولى صورة الفتاة ووصفتها بأنها أشجع امرأة في الشرق الأوسط، وانتقدت بشدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون لما حدث لها، وخرجت مظاهرات نسائية في ميدان التحرير احتجاجًا على الحادث ورفعت شعارات منها "نساء مصر خط أحمر"، وأصدر المجلس العسكري بيانًا على صفحته ب"فيسبوك" حمل رقم "91" يعرب عن أسفه لسيدات مصر اللاتي وصفهن بالعظيمات لوقوع بعض التجاوزات، مؤكدًا حقهن في التظاهر. عرض الفنان خالد أبو النجا، الزواج من الناشطة السياسية والعضوة بحركة 6 إبريل التي قامت قوات الجيش بسحلها بميدان التحرير وتعريتها أمام مرأى ومسمع من العالم كله خلال الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش والمتظاهرين بسبب سعي الجيش لفض الميدان بالقوة. وقال أبو النجا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إلى الفتاة التي عرت رجالة مصر.. تتجوزيني؟».