احتدمت المعركة التي تخوضها أحزاب وقوى 30 يونيو ضد حزب "النور" السلفي للمطالبة بحله قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي من المنتظر أن تجرى في أوائل العام المقبل. إذ اتهمت القوى المدنية حزب "النور" بأنه "انتهازي وقفز من مركب الإخوان عندما قاربت على الغرق"، في حين اعتبر "النور" أن "هذه الحملة هدفها تشويه الحزب قبل الانتخابات البرلمانية". وطالب رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع"، بحل حزب "النور"، متسائلاً: "لماذا لا يطبق الدستور بحظر الأحزاب الدينية؟ هل الحزب ده على رأسه ريشة، واللا ماسك على الحكومة ذلة"؟ وأضاف "حزب النور كان حزبًا داعمًا للرئيس المعزول محمد مرسي وأيده وأجلسه على الكرسي، وصنع الدستور الرديء وصمم على محاولة فرض فهم خاطئ ومتأسلم للقوانين والدساتير التي صنعها الإخوان". ووصف السعيد الحزب بأنه "انتهازي قفز من مركب الإخوان عندما قاربت على الغرق، وهو امتداد لجماعة الإخوان بصفات أخرى". وأكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن "السماح والتهاون في التعامل مع الأحزاب الدينية يعيد للأذهان موقف الرئيس الراحل السادات من الجماعات الإسلامية وسماحه لها بالتوغل في الجامعات والنقابات لإيقاف زحف التيار المدني، وهو ما نعاني من أثاره حتى الآن". وأضاف شعبان أن "رفض الدولة نشأة الأحزاب مدنية، جديدة يمنع من تجدد الدماء بالحياة السياسية، وترتكب بذلك نفس الأخطاء التي وقع بها نظام المخلوع مبارك في تجريفه للحياة السياسية"، مؤكدًا أن "ذلك سيمنع أية فرصة لاستمرار الحياة السياسية بل وتدميرها نهائيًا". وقال المهندس صلاح عبدالمعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور"، إن "الحزب على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مؤكدًا أن "المجمعات الانتخابية تعمل على قدم وساق من أجل الانتهاء من الوقوف على أسماء المرشحين". وأشار عبد المعبود إلى أن الحزب لن يسعى لخوض الانتخابات على كافة المقاعد، لافتًا إلى أن الحزب يسعى إلى حصد النسبة التي سبق أن حققها في البرلمان المنحل. وأوضح الدكتور طارق السهري، رئيس الهيئة العليا لحزب "النور"، أن الحزب يقوم بعمل الاستعدادات اللازمة من أجل المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، داعيًا الأحزاب المدنية بمواجهة الحزب من خلال صندوق الانتخاب بدلاً من الحملة الشرسة التي تخوضها هذه الأحزاب لتشويه صورة الحزب قبل الانتخابات البرلمانية. وانتقد السهري، ما صرح به الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، بأن حزب "النور" يرفع شعار "انتخبوني تدخلوا الجنة"، مؤكدًا أنهم حزب سياسي وليس دينيًا، وأنهم لا يملكون مفاتيح الجنة كما يدعي البدوي.