طالب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، شباب ثورة يناير في مصر بنبذ الفرقة والاتحاد وتجاوز "الأحقاد الأيديولوجية والمرارات التاريخية" بين التيارات السياسية. وقال القرضاوي في بيان على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "يا شباب الثورة الأطهار، من كل فصائلها وتياراتها.. تجردوا لله تعالى، ثم لأوطانكم، ولا تنهكوا أنفسكم بخلافات لا دخل لجيلكم بها، أو بمرارات تاريخية، تسامحوا فيما بينكم". وشدد القرضاوي على أن دماء المصريين جميعًا "واحدة، وأنه لا فرق عندنا بين دماء التحرير، ومحمد محمود، والعباسية، وماسبيرو، ودماء رابعة العدوية، والنهضة، والحرس الجمهوري، وجامع الفتح بالقاهرة، وجامع القائد إبراهيم بالإسكندرية، وسائر ميادين الثورة في المحافظات.. ولا فرق فيها بين دم مسلم، ودم مسيحي". وأضاف "لن تضيع ثورتكم الطاهرة، ودماء شهدائكم الزكية، لن تضيع أنّات المعذبين، وجراحات المصابين، وصرخات الحرائر، وصيحات المقيدين، خصوصا من طلاب وطالبات الجامعات والأزهر، وأساتذتهم، وعمدائهم، كما يحاول أهل الباطل أن يصوروا لكم، فالصراع قائم وعلينا أن نستفيد من أخطائنا، ونتعلم من تجاربنا، ونحذر من عدونا، ولا نلدغ من جحر مرتين" واستهجن القرضاوي تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك وقال: "بعد الحكم الجائر، الذي جدد الأحزان، واستهان بالدماء الزكية التي سالت منذ 25 يناير 2011، حتى اليوم، والدماء الأخرى التي سالت قبل ذلك بثلاثين عاما هذا الحكم الذي نطق به قاض ظالم، معلنا براءة طاغية مصر وفرعونها". وقال القرضاوي موجها حديثه للإسلاميين "إن معركتنا مع النظام العسكري في مصر تتجاوز مرارات التيار الإسلامي، الذي كافح وناضل طوال قرن مضى، قدم فيه الشهداء والضحايا، ولاقى ما لاقى من ألم وقهر، وعذاب وبطش، كما لاقى غيره من الشرفاء من كل فصيل". وأضاف "إنني أدرك مرارة ما تشعرون به، من تخلي كثير من رفاق الثورة عنكم، وخذلانهم إياكم، لكني أذكركم أن قضيتكم ليست في رؤية الناس لكم، وإنما فيما يريده الله منكم، وهذا يدفعكم حتما للمزيد من البذل والعطاء والتضحية". وفي خطابه للمسيحيين قال القرضاوي: "لقد أثبتت تجاربنا مع المجلس العسكري في الأعوام الماضية أن الظلم لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وأن سفكه للدماء لا يفرق بين رواد مسجد ومرتادي كنيسة". ولفت إلى أن المجلس العسكري حريص على "تأجيج الفتن بين أبناء الأمة، وإثارة الضغائن بين شرائحها، وإيقاد العداوة بين عناصرها، حتى يستتب له الأمر"، مشددا على ضرورة اصطفاف المسلمين والمسيحيين في "خندق واحد وتجاوز خلافات الماضي". ودعا القرضاوي العسكريين إلى رفض أوامر قتل المتظاهرين وقال: "إنه لا يوجد عذر شرعي لأولئك الذين يتلقون الأوامر بالقتل وينفذونها؛ فالقاتل قاتل".
