دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى نصرة المسجد الأقصى المبارك، مقرراً تخصيص مؤتمر قريب حول القضية والمقدسات الفلسطينية. جاء ذلك خلال مؤتمر دولي اليوم الأربعاء عقده الأزهر الشريف اليوم لمواجهة التطرف والإرهاب، يستمر على مدار يومين بمشاركة 120 دولة ومنظمة دولية. وفي كلمته الافتتاحية بالمؤتمر قال شيخ الأزهر: "ونحن نتصدى للإرهاب والغلو والتطرف، فإن هذه التحديات التي تشغلنا ليل نهار لا يمكن أن تأخذنا بعيداً عن قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي قضية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، والقضية الفلسطينية التي لا سلام للعالم إلا بحل مشكلتها حلا جذريا وعادلا". وأضاف شيخ الأزهر إن "الأزهر عزم على تخصيص مؤتمره الخامس عشر، الذي سيعقد قريبا (لم يحدد موعدا بالضبط)، لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية". وحول الجماعات "الإرهابية" قال شيخ الأزهر: لا ينبغي أن نغض الطرف عن أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلى عقول بعض من شبابنا ودفعت بهم دفعا إلى تبني الفكر التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة، التي خرجت من عباءتها وتعمل ليل نهار على مهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار. واعتبر الطيب أن "تنظيم داعش وقبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى قاتلة، تملك قوة دعائية هائلة، عادت بأسوأ العواقب على الإسلام والمسلمين في العالم كله"، موضحاً أن "انتشار تلك الجماعات المسلحة في العالم العربي والاسلامي له أسباب عديدة ولكن اهمها هي المؤامرة التي تحاك للعالم العربي لصالح دولة إسرائيل، فالعراق تم غزوها عام 2003 تحت أسباب ملفقة وعلل رددتها الصحافة العالمية". ولفت إلى أن هناك لعبة على سوريا حيث يدفع بالجماعات المسلحة ويتم دعمها لتندلع الحروب وتتقسم الدول، قائلاً: "من المؤكد لنا أن أصحاب خطط التدمير للعالم العربي يجنون مكاسب كبيرة، فييصنعون حربا يقوم بها بالوكالة آخرون، والمسرح السوري بات ساعة مفتوحة يتصارع فيها السلاح من الشرق والغرب". وطالب شيخ الأزهر الدول الغربية التي تزكي الصراع بالشرق الأوسط (لم يسمها) أن "تضع مصانع أسلحتها في الصحراء وتجربها هناك بدلاً من توجيهها لصدور العرب". وداعيا لاتحاد يشبه الاتحاد الأوروبي، قال شيخ الأزهر "نعاني آفة التفرقة والنزاع رغم تحذير الله لنا منها في قوله (ولا تنازعوا) .. ورغم جامعتنا العربية ما زلنا نفتقد لاتحاد يشبه الاتحاد الاوروبي مع أنه أمر ممكن وليس من المستحيلات وهو يحتاج لاستبعاد الخلافات البينية". من جانبه أكد محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلي الذي يرأسه ملك المغرب محمد السادس في كلمته بالمؤتمر أن "الجماعات المتطرفة وداعش فارقوا الجماعة (يقصد جماعة المسلمين) بافعالهم المتطرفة وخروجهم على الناس بالقتل وإزهاق الأرواح"، موضحا أن "إنكار المنكر مهمة المؤسسات لا الأفراد". ومنذ 10 يونيو/ حزيران الماضي، يسيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، بيد أن تلك السيطرة أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة) وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي. ومع تنامي قوة "داعش" وسيطرته على مساحات واسعة في سورياوالعراق، أعلن نهاية يونيو/حزيران الماضي عن تأسيس ما أسماها "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية". وأثار التقدم الكاسح لمقاتلي التنظيم في العراق مخاوف كبيرة في عواصم المنطقة والكثير من عواصم الغرب، نظراً لأطماع التنظيم التوسعية، فيما حشدت الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا للحرب عليه. -