تتابعت التعليقات الرافضة لأحكام البراءة بحق الرئيس الأسبق حسني مبارك وعدد من رموز نظامه على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما سارعت صفحة "آسفين يا ريس"، المؤيدة لمبارك، إلى إطلاق أول أغنية "احتفاءً" بالحكم. واكتست الحسابات الرسمية لأبرز نشطاء ثورة 25 يناير، بصور مجمعة لضحايا الثورة وفيديوهات توثق لحظات مقتلهم، وفق ما تابعته مراسلة وكالة "الأناضول". في المقابل غرّد "أبناء مبارك"، كما اصطلح على تسميتهم إعلاميا، معبرين عن فرحتهم بحكم البراءة. أيمن نور، السياسي المعارض، أطلق عدة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر" تعليقا على الحكم وذيلها بهاشتاج "25 يناير ليس ببعيد"؛ قال فيها: "العدالة لم تكن معصوبة العينين بل كانت مبصرة وهي تخلط بين بحر القانون ونهر السياسة"، مضيفا: "ثورتنا كانت رومانسية.. أحلامها تحولت لكوابيس.. شهدائها يتحولون لقتلى.. أيقوناتها يتحولون إلى خونة". وعقب صدور الحكم بدقائق معدودة نشرت الصفحة الرسمية ل"حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية"، المعارضة للسلطات الحالية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدوينة مقتضبة، جاء فيها: "يسقط حكم (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي مبارك"؛ حيث لاقت إعجاب أكثر من 12 ألف متابع، وإعادة نشر من قبل 830 متابعا، كما ذيلت ب 24 ألف تعليق. فيما علق الشاعر المعارض عبد الرحمن يوسف علق على الحكم عبر حسابه الرسمي على تويتر؛ بقوله: "أسأل الله العظيم أن يمد في عمرك يا مبارك كي تحاكمك الثورة محاكمة حقيقية يكون فيها الشعب هو صاحب المقام الرفيع.. مسألة وقت". وأطلق الإعلامي حمدي قنديل، المؤيد للسلطات الحالية، تغريدة مقتضبة على "تويتر" كتب فيها: "التاريخ لا يكتبه أحكام القضاء" . جمال عيد، الناشط الحقوقي المعارض للسلطات الحالية، قال في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "الثورة المضادة تحرق أوراقها بسرعة.. هذا مفيد إن كنتم تعلمون.. جولة لها والنصر لنا". فيما قال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "يوم حزين في تاريخ العدالة البشرية، ووصمة عار في جبين القضاء المصري.. إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم". والد مهاب علي، أحد ضحايا ثورة 25 يناير ، علق عبر حساب نجله على فيس بوك، "اتركوا لنا الدموع والحسرة واستمروا في ثورتكم.. لا داعى لرسائل الشفقة والتعاطف؛ معركة الثورة لم تحسم بعد وسيظل شهدائها وقودها". في المقابل، احتفلت صفحة "احنا آسفين يا ريس" على موقع (فيسبوك) بحكم البراءة، وتداول أعضائها صورا تظهرهم وهم يتبادلون توزيع الحلوى أمام مقر المحاكمة ويلوحون بعلامات النصر. وقبل بدء الجلسة بقليل، نشطت الصفحة في نشر صور الرئيس الأسبق حسني مبارك، مذيلة بآيات قرآنية أبرزها: "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر". وبعد النطق بالحكم بساعة ونصف الساعة؛ نشرت الصفحة أول أغنية لمبارك عقب البراءة حملت عنوان: "علشان بطل". ومن ضمن كلماتها: "علشان بطل من يومه سابها باحترام.. مقبلش يهرب قال هموت على أرضها.. بلدي عزيزة ومهما كان أهلي كرام.. بكرة الحقيقة تبان وتظهر كلها". وحركة "إحنا آسفين يا ريس" حركة سياسية مؤيدة لمبارك، ظهرت من خلال صفحة على الفيس بوك إبان تنحيه عقب اندلاع ثورة 25 يناير وتضم مليون و681 ألف متابع.
وضمن ردود الأفعال المحتفية بالحكم، قال ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي سابقا في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "يكفي مصر فخرا أن رئيسها الأسبق حسني مبارك كان بإمكانه مغادرتها وعدم العودة إليها، إلا أنه آثر الامتثال للعدالة في حين رأينا هروب الإخوان". وذهبت البيانات المؤيدة والمعارضة للحكم إلى مساحة أكبر جدلا، وأعلنت البيانات المعارضة للحكم عن تظاهرات الثلاثاء، فيما دعت البيانات المؤيدة لاحترام حكم القضاء المصري، حسبما حصلت عليه "الأناضول" من بيانات متفرقة. وفي بيان له قال التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي في بيان : "حي على استكمال الثورة"، مشيرا إلي بدء مشاورات مع ما أسماه "قوي ثورية" لبحث رد الفعل علي الحكم الصادر تجاه مبارك وقالت "تنسيقية شهداء ثورة يناير"، المعارضة للسلطات الحالية، في بيان لها "رفقاء الميدان الحقيقيين الثابتين على الحق والثورة. ندعو هؤلاء جميعا إلى يوم غضب جارف يوم الثلاثاء القادم. غضب نستعيد فيه روح ثورة يناير، وننتصر فيه للشهداء"دون تحديد لأماكن تظاهراتها. وتعليقا علي حكم مبارك قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها : "إن ثوار مصر اليوم مطالبون أن يثوروا كما لم يثوروا من قبل… أن يصمدوا كما لم يصمدوا من قبل.. أن يتحدوا كما لم يتحدوا من قبل.. أن ينبذوا خلافاتهم كما لم ينبذوها من قبل". وفي الوقت الذي اعتبرت "جبهة استقلال القضاء لرفض الانقلاب"، المؤيدة لمرسي الحكم "معيبا"، قال عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي المؤيد للسلطات المصرية، إن براءة الرئيس الأسبق ، حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته، حبيب العادلى، ومساعديه الستة، في قضايا قتل المتظاهرين، والفساد ، حكم قضائي له حيثيات بنيت وفقا للدستور والقانون، مؤكدا أنه لا تعقيب أو انتقاد لأحكام القضاء . وفي بيان له، حذر السادات من أن يتم استغلال الحكم سياسيا، ومحاولة تقليب الشعب المصري على النظام الحالي، رغبة فى إحداث قلائل وفوضي فى البلاد مرة أخري. ودعا "تكتل القوى الثورية" (كيان شبابي مؤيد للسلطات الحالية)، إلى تقبل الحكم الصادر اليوم ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل مشيرا في تصريحات صحفية إلي أن "القاضى يحكم بما أمامه من أوراق، وحكمه مرهون بمدى استيفاء الأوراق وجهوزيتها لإثبات الحكم على أى متهم أو تبرئته". وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة قضت اليوم ببراءة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه، من الاتهامات الموجهة إليهم ب"التحريض على قتل المتظاهرين"، إبان ثورة يناير 2011 . كما قضت المحكمة بعدم جواز نظر دعوى الاتهامات الموجهة للرئيس الأسبق حسني مبارك ب"التحريض على قتل المتظاهرين"، وبراءته من تهمة "الفساد المالي عبر تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة"، وانقضاء دعوى اتهامه ونجليه علاء وجمال ب"التربح والحصول على رشوة" لمرور المدة القانونية لنظر الدعوى والمحددة بعشر سنوات. وتظل هذه الأحكام غير نهائية؛ حيث أنها قابلة للطعن خلال مدة 60 يوما؛ فإذا تم الطعن تدخل المحاكمة جولة ثالثة، وإذا لم يتقدم أحد بالطعن تصبح الأحكام نهائية. وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت في 2 يونيو 2012، بالحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد (25 عاما)، والبراءة على مساعدي العادلي، في الوقت الذي قضت بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه وصديقه حسين سالم في جنايتي "الفساد المالي" و"التربح"، وذلك قبل أن يصدر قرار بإعادة محاكمة جميع المتهمين.