انتقد الدكتور كمال الهلباوي، الأمين العام لمنتدى الوحدة الإسلامية، المتحدث السابق باسم "الإخوان المسلمين" بأوروبا، موقف الجماعة الرافض المشاركة في وضع وثيقة "المبادئ الفوق دستورية"، قائلا إن الفكرة لا تخالف ما دعا إليه حسن البنا مؤسس الجماعة، وليس مطلوبا أن تأخذ هذه الوثيقة شكل الإعلان الدستوري. ونصح الهلباوي الإخوان أن يسيروا على نهج البنا، وقال: "على الإخوان أن يفهموا ويطيعوا رسائل الإمام حسن البنا، وأذكرهم برسالة للإمام الشهيد تدعى "التحكيم" عن البيعة وفيها الإنسان دين ودولة، وقد تناولت المرجعية (القرآن الكريم والسنة)، وتحدثت عن البدع، ودعا فيها لضرورة احترام العلماء، و(...) يقول الإنسان يحرر العقل ويحث على النظر في الكون، ويرفع من قدر العلم والعلماء، وأنا من هنا أدعو الإخوان لإعادة قراءة رسائل البنا وفهمها جيداً. وقال في مقابلة مع برنامج "من القاهرة" على قناة "النيل للأخبار"، إنه مع أي وثيقة طالما لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية وتصب في إطار مصلحة الشعب، مشيرًا إلى أن وثيقة التحالف الديمقراطي تعد من أكبر الوثائق وأشملها. وأكد عدم وجود تعارض بين كافة الوثائق المقدمة لوضع المبادئ الفوق دستورية، وتأتي جميعها في مصلحة المواطن المصري"، مشيرا إلى أن وثيقة المستشار هشام البسطاويسي تحمل الروح القانونية، في حين أن وثيقة الأزهر تأخذ مسلك الروح الإنسانية، وأيضًا وثيقة الدكتور محمد البرادعي مهمة جدًا، وقال إنها كلها تصب في خندق واحد وهو مصلحة الوطن. وحث الهلباوي "الإخوان" على إجراء مراجعات فكرية في كثير من القضايا، مشيرًا إلى رسالة البنا في المؤتمر الخامس التي جاء فيها "كنا "نود أن نعمل ولا نتكلم"، وعاتب على الجماعة عدم مشاركتهم بالميدان، وقال إن هذا الموقف كان خسارة كبيرة للإخوان خاصة وأن في رقبتهم دين لثورة 25 يناير، لأنهم أكثر الذين استفادوا من الثورة، فيكفي أن الثورة أعطتهم حزبًا سياسيًا وأخرجتهم للنور بعد أن كانوا جماعة محظورة. وانتقد القيادي الإخواني السابق بشكل عام أداء التيارات الإسلامية، وقال إنها ليست وحدها التي صنعت الثورة، بل إن بعض التيارات أفتت بعدم جواز الخروج علي الحاكم أو المشاركة في الثورة، باعتبار أنها بدعة على حد قولهم. واستطرد: "كنت أتمنى لو أن تكون التيارات الإسلامية هي الرائدة في قيادة الثورة ومواجهة الظلم وحماية الضعفاء ليثق الناس في الإسلام، بدلاً من النظرة السلبية للإسلام من قبل الغرب وبعض الناس الذين يهاجمون الإسلام ويحكمون عليه خطأ من خلال أداء المسلمين، ومن هنا ظهرت مشكلة "الإسلام فوبيا" والخوف من المد الإسلامي والتيارات الإسلامية، نتيجة التوجهات الخاطئة لبعض المسلمين". وأبدى الهلباوي تخوفه من العلاقة بين التيارات الإسلامية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد، وقال: للأسف جميع التيارات الإسلامية تشعر أنها اقرب إلى المجلس العسكري منها إلى الحكومة أو الثورة ، واصفًا الأمر بأنه "خطأ كبير تقع فيه التيارات الإسلامية، يجعلها لا تنظر بعين الموضوعية لأداء المجلس الذي ارتضى أن يدير البلاد بعد ثورة لها مطالب". وقال إن على المجلس أن يلبي هذه المطالب وينفذ إرادة الشعب خاصة في موضوع المحاكمات العسكرية، وأيضًا سرعة محاكمة رموز النظام السابق الفاسدين والجدية في ذلك وتحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور، مؤكدًا أن الشعب يراقب أداء المجلس العسكري، وأشار إلى أن أعضاء المجلس ليسوا ملائكة وليس معنى وقوفهم إلى جانب الثورة عدم مسائلتهم.