نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية القريبة من وزارة الاستخبارات أن السلطات بدأت على الفور التحقيق في اغتيال أستاذ فيزياء وعالم نووي أمام منزله في شارع بني هاشم شرق طهران. ونقلت الوكالة عن قائد الشرطة في طهران أن العالم النووي الإيراني واسمه داريوش رضائي أوجبلاغ قتل وجرحت زوجته أمام منزله بعد إطلاق النار عليهما من قبل شخصين كانا يركبان دراجة نارية ثم لاذا بالفرار. ونقلت بعد ذلك زوجة العالم النووي الى المستشفى. يُذكر أن داريوش رضائي أوجبلاغ من مواليد عام 1965، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة فردوسي في مشهد عام 2007، ويدرس الفيزياء النووية بجامعة المحقق الاردبيلي في طهران. وتأتي عملية الاغتيال هذه عشية كشف منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة عن تأسيس منظمة جديدة في إيران تضم كافة الأنشطة النووية بهدف إنتاج السلاح الذري. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن المتحدث باسم منظمة "مجاهدي خلق" تحدث في شهر آذار/مارس الماضي عن إقدام وزارة الدفاع الإيرانية على تأسيس منظمة تدعى "منظمة التحقيقات النووية" بهدف إنتاج السلاح الذري. وكانت مواقع للإصلاحيين تساءلت أمس الجمعة عن السر في عدم تقديم الجناة في اغتيال سابق للمحاكمة رغم مرور نصف عام تقريباً على إعلان السلطات أنها ضبطت "شبكة جواسيس" ذات صلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" كانت وراء اغتيال العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي عام 2010. وكان محمدي قتل في انفجار دراجة مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران. وذكر التلفزيون الإيراني أن القنبلة وضعت في دراجة نارية بالقرب من منزل الأستاذ الجامعي وتم تفجيرها بالتحكم عن بُعد لدى مروره بقربها. ومحمدي كان يبلغ من العمر 50 عاماً، وهو أستاذ الفيزياء النووية للنيوترونات في جامعة طهران، ومحسوب على ما يوصف بالتيار المحافظ, وقيل إن عملية اغتياله كانت مدبرة ومدروسة. وبينما قال التليفزيون الرسمي الإيراني إن "محمدي كان أستاذاً ثورياً وملتزماً، وقتل في اعتداء إرهابي نفذه أعداء الثورة وعناصر تابعون للاستكبار العالمي". وإنه كان يتولى مهام سياسية دون أن يوضح طبيعتها، فإن مواقع إلكترونية محسوبة على المعارضة الإصلاحية أشارت إلى أن محمدي كان بين قائمة من 240 أستاذاً جامعياً أعلنوا تأييدهم لمرشح الانتخابات الخاسر الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي. وصدر لمحمدي أكثر من 50 مؤلفاً وبحثاً نشرت في الدوريات العلمية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم اتهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل وبعض الحكومات الغربية بالوقوف وراء اغتيال العالم الفيزيائي مجيد شهرياري ومحاولة اغتيال عالم آخر يدعى فريدون عباسي. وكان العالمان قد استهدفا آنذاك بعبوتين ناسفتين التصقتا بسيارتيهما قبيل توجههما الى جامعة بهشتي في طهران حيث يعملان، كما كان الدكتور شهرياري يعمل في قسم الهندسة النووية بجامعة "بهشتي". ووفقاً لموقع الأخبار الإيراني "مشرق" فإن الدكتور عباس الذي تعرض لجروح من جراء الهجوم على سيارته "واحد من اختصاصيين قلة يمكنهم فصل النظائر، وكان عضواً في الحرس الثوري منذ ثورة عام 1979 ".