هاجم رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري القمة الثلاثية, التي جمعت في القاهرة في 8 نوفمبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس آناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس. وقال خضري في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن "النظام الحالي يسعى ليكون شريكا لكل دولة لها علاقة مع الكيان الصهيوني، لأنه يرى أن بقاءه يرتبط بدعم الصهاينة له"، مشيرا إلى أن الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز عقد قمة مماثلة مع قبرص واليونان عام 2012. وأضاف " هذه القمة لعبة صبيانية من النظام الحالي لمناكفة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن مثل هذه التحركات ليس لها تأثير واقعي على تركيا". وتابع "لا توجد مصالح مباشرة يمكن أن تستفيد بها مصر من دولتين فقيرتين، تتحكم بهما المنظمات الدولية ولا يحق لرئيس أي منهما إبرام أي اتفاقية اقتصادية إلا بعد موافقة مندوبي المنظمات المانحة الذين يديرون الاقتصاد فيهما". وحذر خضري "من أن تكون القمة بداية لكارثة كبيرة, عبر إغراق مصر بمنتجات صهيونية بشكل غير مباشر، في ظل عمل اليونان وقبرص كنافذتي توزيع إنتاج الكيان الصهيوني بالمنطقة العربية". وكان السيسي أكد - في مؤتمر صحفي عقب القمة- أنه بحث مع ضيفيه التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة فلسطين وسوريا والعراق، "ومكافحة الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، فضلاً عن الوضع في ليبيا ودعم مؤسساتها الشرعية المنتخبة". وأشار السيسي إلى أنه تم الاتفاق على استمرار التعاون والتنسيق لحماية المصالح المشتركة، والتأكيد على عزم الدول الثلاث على مواجهة الإرهاب بكل حزم، ودحر هذه الجماعات وكشف داعميها. لكن خبراء ومحللين سياسيين أكدوا أن نظام السيسي يسعى لمناكفة تركيا عبر استضافة اليونان وقبرص، وهو ما تأكد في تصريحات الرئيس القبرصي أثناء المؤتمر الصحفي، بأنهم ناقشوا ما سماه "الاستفزازات" التي تقوم بها تركيا في المنطقة، قائلا إن "الإجراءات التي تتخذها تركيا ضد قبرص غير مقبولة على الإطلاق"، داعيا إلى ضرورة إنهاء تقسيم قبرص عبر إيجاد حل دائم وشامل. كما وصف رئيس "تيار الاستقلال" أحمد الفضالي, المؤيد لنظام السيسي, القمة الثلاثية "المصرية اليونانية القبرصية" بأنها "صفعة دبلوماسية للرئيس التركي الإخواني رجب طيب أردوغان". وأضاف في بيان رسمي أن القمة الثلاثية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في جميع المجالات خاصة التجارية، لكنها "تعتبر أقوى رد دبلوماسي مصري على كراهية أردوغان وحماقاته المستمرة". وأوضح أن هذه الخطوة تؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتسم بالحنكة السياسية، داعياً الشعب المصري بأكمله إلى توجيه رحلات السياحة من دولة تركيا إلى اليونان وقبرص.