تقدم الدكتور مجدى علبة، رئيس غرفة صناعات الأدوية باتحاد الصناعات، باستقالة نهائية إلى مجلس ادارة الغرفة، مؤكدًا أنه لن يستطع الاستمرار في منصبه صامتًا، يتابع ما وصفه ب "مسلسل تدمير صناعة الدواء المصرية". وفاجأ علبة، الرأى العام، في تصريحات له، الخميس، ودافع عن السلطة، في عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، مقارنة بالنظام الحالي، وقال: "للأسف الإخوان كانوا عارفين كويس أهمية تلك الصناعة، وقالوا إن الحرية لمن يملك قوته ودواءه، أما النظام الحالي منشغل تمامًا عنَّا". وأضاف: "رغم رفض مجلس الإدارة للاستقالة، إلا أنني لن اتراجع عن قراري، فالدولة حاليًا لا تهتم بقطاع الدواء رغم خطورته وارتباطه باعتبارات الأمن القومي". وحذر من أن الصناعة على شفا الانهيار، وأنه حاول مع كل الجهات الحكومية في حل المشكلات التي يواجهها القطاع منذ أكثر من 12 عامًا دون جدوى، الأمر الذى دفعه للاستقالة. وانتقد علبة تعرض صناعة الدواء لحملة اعلامية مكثفة منذ 6 أشهر لتشويه تلك الصناعة الاستراتيجية، قائلاً: "الناس متعرفش غير أننا مافيا وفاسدين، ولما تغلق مصانعنا ونلجأ للاستيراد ونبقى تحت سيطرة الخارج ساعتها الإعلام يعرف أهمية تلك الصناعة"، مستدركًا:"حتى دواء سافالدي الخاص بفيروس سس لم يسلم من الانتقادات". وأشار إلى أن قطاع الدواء يتبع وزارة الصحة، والتى تتعامل مع مشكلاته كجزء من ضمن مليون مشكلة تتابعها، وعادة ما تأتي في ذيل القائمة. ولفت إلى أن العالم كله أنشأ هيئة مستقلة للدواء مسؤولة عن متابعة كل ما يتعلق بهذا القطاع، ووضع استراتيجية متكاملة للنهوض به والتخطيط له باعتباره أمنًا قوميًا، ورغم تقديم عشرات المقترحات لتشكيل الهيئة ومهامها للأنظمة السياسية المتتابعة إلا أنه لا يلمس وجود إرادة سياسية لإخراجها إلى النور. وشدد على أن مشاكل المصانع سواء في التسجيل أو الإنتاج والتوزيع والتسويق وخلافه، لم تعد تصلح معها "الترقيع" وتحتاج إلى وضع منظومة جديدة في أقرب وقت لإنقاذها من الانهيار. وتابع: "هناك مصانع أغلقت أبوابها أو باعت مصانعها، وهناك 100 مصنع تم بناؤها، ولا تجد مستحضرات لإنتاجها وتجمدت استثماراتهم ولم يتدخل أحد لحل مشكلاتهم طوال الأعوام السابقة".