قال الحاج عبد العزيز الدمنهورى، أحد كبار قرية طرابمبا، إن القرية خارج نطاق الاهتمام الحكومى، وتعانى من الإهمال طوال عمرها، ما أدى إلى زيادة الأمراض المستوطنة، وزيادة عدد المعوقين عن النسب الطبيعية، قائلاً "إحنا بنموت". وأضاف الدمنهورى " الاعتماد الرئيسى فى مياه الشرب قبل دخول المياه كان على الطلمبات، وكان الصرف الصحى عبارة عن "ترانشات" موجوده حول المنازل، وبعد دخول مياه الشرب إلى القرية بدأ الاعتماد على مياه الطلمبات يقل، ولكن مع الانقطاع الدائم للمياه كان الناس يلجأون إلى الطلمبات مرة أخرى، وبسبب وجود الترانشات تلوثت المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي واختلطت مياه المجارى بالمياه العمومية بسبب تهالك المواسير، وهو ما أدى إلى انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوى بين أهالى القرية. أما محمد حامد الصاوي العامل بوزارة الأوقاف، والمسئول عن مسجد قرية طرابمبا، فلم يترك بابًا إلا وطرقه لعلاج أولاده الأربعة الذين يعانون من إعاقات ذهنية، وضمور في المخ نتيجة وجود طلمبة حبشية أمام منزله . المعادن الثقيلة فى المياه السبب الرئيسي، فى إصابة الأطفال بالإعاقات الذهنية، خاصة مادة الرصاص، لذلك سألنا الصاوي عن مصدر مياه الشرب فقال "طول عمرنا بنشرب من مياه الطلمبة لأنه ماكانش فيه غيرها أما الآن فهناك مياه البلدية ولكن "ريحتها مش حلوه" ومش دايمًا موجودة". ومن جانبه محمود شحاتة و الذى يعمل سائقًا، يشكو حال ابنتيه هبة 10 سنوات، وأمل 9 سنوات، و قام الأطباء بتشخيص حالتيهما على أنها ضمور في المخ، مما أقعدهما عن الحركة. وعن سؤال والداتهما قالت الأم عن المياه التي يشربون منها " عندما تزوجت كنا نشرب من مياه الطلمبة وصحيح كانت المياه زرقاء شوية لكن كانت حلوة". طرابمبا.. هى واحدة من 12 قرية يتبعون الوحدة المحلية لمجلس قرية دسونس أم دينار التابعة لمركز دمنهور، وهى واحدة من أقدم هذه القرى كان ما لفت نظرنا إلى مشكلات القرية هو وجود أكثر من 50 حالة إعاقة لدى الأطفال معظمها ضمور المخ، والتخلف العقلي طبقًا للرصد الذى أجرته الوحدة الصحية بالقرية.