قال البروفيسور التشيكي ياروسلاف بيتر في دراسة حديثة له إن الأطفال المدمنين على الانترنت تتغير لديهم تركيبة بعض المراكز الدماغية مشيرا إلى أنه كلما طالت فترة الإدمان لديهم زاد بروز التغييرات في هذه المراكز مما قد يعرض حياتهم للإنهيار. وأوضح البرفيسور بيتر أن حياة المدمنين على الانترنت تنهار عادة بشكل مأساوي مشابه للمدمنين على المخدرات والكحول لافتا إلى أن الإدمان على الانترنت يزداد في دول العالم المختلفة. وأضاف أن سبعة بالمئة من الأطفال والشباب في المدن الصينية أصبحوا مدمنين على الانترنت الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للصين لأن الهروب من الواقع إلى العالم الافتراضي أي إلى ممارسة الألعاب أو إلى شبكات التواصل الاجتماعي يشغل الفترة الأكبر من أوقات الفراغ لنحو 24 مليون صيني وهو أعلى من عدد من يعاني من هذه المشكلة في الولاياتالمتحدة. ونبه بيتر إلى أن الإدمان على الانترنت لا يعتبر بعد مرضا نفسيا كاملا غير أن هذا النوع من الإدمان يرتبط عادة بتعقيدات نفسية أخرى مثل التوتر والتشتت والكآبة ما يعني أن الإدمان على الانترنت يمثل أحد مظاهر إشكالات الشخصية وذلك قد يمثل مرحلة تمهيدية للانتقال إلى عالم الأمراض والاضطرابات النفسية. وكانت دراسة أمريكية سابقة قد أظهرت أن واحدا من أصل كل 25 مراهقا في الولاياتالمتحدة يقول إن لديه "نزوعا لا يقاوم" نحو زيادة الوقت الذي يمضيه على الإنترنت ،الأمر الذي حدا بالخبراء إلى التساؤل عن ظاهرة "إدمان الشبكة" لدى جيل الشباب كما وجدت الدراسة، أن المشاركين الذين يعانون من "مشاكل في استخدام الإنترنت" هم أكثر احتمالا للإصابة بأعراض الاكتئاب والسلوك العدواني وتعاطي المخدرات، وذلك مقارنة بنظرائهم الذين ليس لديهم مثل تلك المشاكل.