الأستاذ جمال سلطان : انكم برصيدكم وسط العقلاء عليكم عبىء ومسئولية أمام الله أن تدعوا كل مخلص فى هذا الوطن للتوحد وانكار الذات والنظر بعين العقل ومحالولة اقناع الداعين والمتسببين فى حالة الهياج والتوتر لتخرج من هذه الأزمة التى تهدد الوطن فى أسرع وقت ممكن. ان المشهد الحالى يدمى القلب لان البلد تسير الى المجهول, لقد اتضحت الصورة الآن واتعرف من الذى يدفع فى هذا الاتجاه. ان قضية الدستوروالالتفاف على ارادة الشعب لم تنتهى (برغم تصريحات المجلس العسكرى باعداد لجنة لوضع قواعد حاكمه للدستور ليطمئن الخائف) ولكنها ظهرت فى ثوب جديد وباخراج آخر يتخذ فيه المحاكمات ودم الشهداء وسيلة لجذب بعض الجماهير, ثم الاعتصام واتهام المجلس العسكرى بالتباطوء بل والتواطوء وبالمرة فشل الوزارة ورئيسها. واصبحت المطالب تتغير وتزداد كل يوم عن اليوم السابق بل كل ساعة.وبدأ تشكيل الوزارات على حسب الطلب ومن الداعمين للاعتصامات (د. ممدوح حمزه ود. الغزالى حرب وحركة 6 ابريل) أن المعتصمين الآن وهم جزء من الشباب الذى شارك فى الثورة وليس كل الشباب, وليسو كل الشعب, لو كانوا حقا يحبون هذا الوطن بوعى وحسن ادراك لما أقدموا على عمل يدفع الى تهديد مكتسبات الثورة ويشجع الحاقدين والفلول ان يتواجدون بينهم (ولم ولن يعرفوهم) ويدفعون الى التصعيد مما يوثر فى النهاية على غالبية الشعب (الذى يتحدثون باسمه) فينهار الاقتصاد ويزيد الغلاء وتزداد البطالة ويندم الشعب على اليوم الذى خرج فيه لتنجح هذه الثورة. ولقد أخطأ الدكتور شرف عندما تعامل مع هذه المجموعات على أنها كل الشباب وكل الشعب وأخذ مارشحوه للوزارات دون التشاور مع القوى والأحزاب الأخرى وهى الأغلبية. لقد أصبح هؤلاء الشباب يعملون بمقولة بوش : من ليس معنا فهو ضدنا, وهذ مافعلوه مع الدكتور صفوت حجازى عندما طردوه من الميدان لان له رأيا يخلف رأيهم ويخشوا أن يقنع البعض برأيه. ويمنعون التلفزيون المصرى من التغطية لأنه يستضيف من يرفض مثل هذه التصرفات. أليست هذه هى الدكتاتورية الثورية؟ ما نراه الان هو صراع ومزايدات فى الفضائيات وفى وسائل الاعلام وكله حديث عن الماضى والحكومة والمجلس لماذ فعل ولماذ لم يفعل. وأصبحت معظم الطلبات ماهى الا امور جانبية فيها رغبة فى التشفى والانتقام اكثر منها مصلحة الوطن. ان الثورة لم تقم لتنتقم, بل قامت لبناء دولة عادلة, السيادة فيها للشعب. لم نجد حلا لمشكلة او برنامج عملى قابل للتطبيق (وأقول قابل للتطبيق وليس كلام مرسل فى الفضائيات) من المعتصمين والداعمين لهم يساعد على رفع معاناة الشعب ويعيد له الأمل فى الحياة الكريمة, أو يؤسس لبناء الدولة وتحقيق الهدف الأسمى للثورة. اذا كانت الحكومة فشلت فهو بسببنا لاننا الجهاز التنفيذى للحكومة, كل منا يعمل فى مؤسسة أو مصنع او مصلحة. هل غيرنا اسلوب عملنا؟ هل صححنا عملا يفيد الوطن والشعب؟ هل سهلنا على المواطنين لانجاز أعمالهم؟ هل قدمنا مقترح يحسن من الدخل العام ليعود على الشعب؟ اننا نثورفى الميدان فقط ولا نثور على أنفسنا. فمهما كانت الحكومة ثورية فنحن من يعوقها. والمعتصمين الان جزء رئيسى من هذه المعوقات. فضلا عن أنهم فعلا تسببوا فى ضرب موسم السياحة وعطلو مصالح المواطنين, ويهددون أمن المجتمع باستمرار حالة الفوضى والاضطراب. أنهم يؤسسون لفوضى فى كل مكان, كل من لايعجبه أحد يتظاهر ويعتصم ويعطل مصالح العباد ويقطعون الطرق ويهددون الأمن, وقد نرى يوما البلطجية معتصمين لتحقيق مطالبهم. أن الفتنة الحادثة حاليا يسعد بها المتربصين فى الخارج والنظام السابق وفلوله فى الداخل ويستغلونها أحسن أستغلال للعودة بنا الى المربع صفر بل وأقل من ذلك. أن سفينة الوطن تنحرف عن مسارها بل يراد خرقها. فاما ان نعدل المسار واما ان تعود القهقرى أو تغرق لا قدر الله ,بل والوضع يؤشر لما يحدث حولنا, ونسأل الله ألا نصل الى ذلك اذا أسرع العقلاء من التيارات والأحزاب والنخب العاقلة المخلصة لتوجيه الدفة مرة أخرى وتوحيد الهدف الذى قام الشعب من أجله, ألا وهو بناء دولة ديمقراطية حقيقية تحقق العدل الشامل ويكون الكلمة فيها للشعب واعلاء مصلحة الوطن على المصالح الفردية والحزبية. ودعم الحكومة والمجلس العسكرى لعبور هذه المرحلة بأقل الخسائر. ان أجهزة الاعلام العام والخاص لابد أن تصب فى هذا الاتجاه. توحد ولا تفرق. نتفق على الحد الأدنى من المطالب وننفذها خير من أن نختلف على الكثير ولا ينفذ منه شىء. ان أى حكومة تأتى لن تسطيع أن تفعل شيئا لضيق الوقت ولاحساسها ان سيف المظاهرات والاعتصامات على رقبتها. الا اذا تم معاونتها من جميع النخب والأحزاب والمتخصصين باعداد برامج عملية قابلة للتطبيق على الاجل القريب, ومساعدتها على التنفيذ. وفى نفس الوقت اعداد لجان متخصصة فى كل مؤسسة ووزارة لدراسة ترسانة القوانين لتنقيتها لتكون جاهزة للمجلس الجديد لاقرارها توفيرا للوقت, وكذلك برامج عملية لكل وزارة, للوزارة القادمة لتبدا عملها فور تسلمها مهامها مما يساعد على سرعة الانجاز. على الجميع ان يتحمل مسئوليته امام الله فى هذه المرحلة الخطيرة, كل حسب قدرته وامكانياته, فالكل سيكون الخاسر اذا ضاعت مكتسبات هذه الثورة العظيمه, لاقدر الله, ووقتها لن ينفع الندم. لقد صدق الشيخ شعراوى رحمة الله عليه حين قال: نثور لنهدم الفساد ثم نهدأ لنبنى الأمجاد. وفقكم الله لجمع الكلمة وتوحيد الصف للخروج من هذه الأزمة