حذر عبود الزمر، القيادي الإسلامي البارز، الرئيس عبدالفتاح السيسي من "انهيار شعبيته"، كما حصل مع أسلافه الذين تعاقبوا على حكم البلاد، منذ الإطاحة بحكم أسرة محمد علي في 23يوليو 1952، بعد أن كانوا في أوج شعبيتهم في بداية صعودهم إلى الحكم إلا أنهم سرعان ما خسروا تأييد المصريين. واستعرض الزمر في مقاله المنشور ب "المصريون": "الشعبية لاتدوم"، كيف أن حكام مصر السابقين جمال عبدالناصر، وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي لم يحافظوا على الشعبية والتأييد الذي كانوا يحظون به في البداية، لينتهي محذرًا الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي من مصير أسلافه، بعد أن كان يحظى في بداية صعوده بالتأييد في أوساط المصريين. وقال الزمر "لما تولى المشير عبدالفتاح السيسي وشكل الحكومة الجديدة وتمتع بشعبية البداية، إلا أن الممارسات الحكومية بدأت تخصم من رصيد النظام بتلك القرارات التي أضافت أعباءً على الفقراء ولم يشعر المواطن بتحسن في القوى الشرائية لراتبه، حيث ازدادت الأسعار ارتفاعًا, كما لم تتمكن الحكومة من احتواء أزمة المعارضين مما زاد من مساحتهم تدريجيًا، خاصة أن أخطاء الممارسة كانت تستغل في إظهار فشل الحكومة في إدارة شئون البلاد , خاصة وأن المشروعات القومية الكبرى لايشعر المواطن بأثرها في المرحلة الراهنة كما أنني لاحظت أن عددًا من الفصائل المؤيدة للحكومة قد ابتعدت عنها إلى المساحة المحايدة, بل وهناك من أصبح منهم خصمًا للنظام". وتابع "لا أشك في أن السبب الرئيس في هذه المشكلة هو عدم التشاور مع القوى المعارضة, بل والقوى المؤيدة أيضًا!! , فالجميع خارج نطاق المشورة التي كان من الممكن أن تضع حلولاً للمشكلات بشكل أفضل مما يجري الآن, كما أن وقوع بعض المظالم دون رد الحقوق إلى أهلها يضيف الكثير من السلبيات إلى ملف حقوق الإنسان الذي يخصم بدوره من الرصيد الإيجابي للحكومة ومن شعبيتها". وخلص الزمر في تحذيراته إلى السيسي قائلاً, "فالشعبية لا تدوم لأحد, والشعب لابد أن تُحترم إرادته, ورياح التغيير تهب على كل من لا يلتفت إلى مطالب الشعب العادلة". وفيما يلي نص المقال: الشعبية لا تدوم الحكام يطلبون دائما رضا الشعوب ويسعدون حينما تزداد جماهيريتهم , وقد يظن بعض الحكام أن هذه الشعبية ستدوم , ولكن الحقيقة أنها تتأثر بالممارسة , فحين يتولى رئيس منتخب حكم البلاد تكون له أغلبية أتت به إلى المنصب , ولكن بمرور الوقت قد تزداد هذه الشعبية وقد تتناقص , فالممارسة الجيدة وحل مشكلات الجماهير ورفع المعاناة عنهم ترفع من أسهمه ويزداد حب الناس له , والعكس صحيح , فإذا نظرنا إلى تاريخ الرؤساء أو الحكومات عبر عقود سابقة تأكدنا من صحة ما أقوله , فالرئيس محمد نجيب كانت له شعبية كبيرة خاصة أنه كان عطوفاً على شعبه وكان يرى ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته , وأن يكون الحكم مدنياً وديمقراطياً , ولكنه لم يبق طويلاً حيث انقلب عليه أعضاء مجلس قيادة الثورة وتولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المسئولية فحاز شعبية كبيرة في البداية ولكن ممارساته أفقدته قطاعات من الشعب وبالتالي تناقصت شعبيته ورحل بعد نكسة 67 بأعوام قليلة وهو أقل شعبية مما بدأ , ثم تولى الرئيس الراحل السادات المسئولية من بعده فلم يكن له خصوم سوى شلة جمال عبدالناصر ولكنه استطاع أن يتغلب عليهم وعزلهم فازدادت شعبيته , ثم ارتفعت أكثر فأكثر بعد نصر أكتوبر , ثم انحصرت وهوت محلياً وإقليمياً عند توقيع اتفاقية كامب ديفيد وزيارته لإسرائيل دون مشورة مع رفقاء السلاح من الدول العربية , ثم انتهت فترة حكمة بمشهد المنصة في اكتوبر عام 81 وعلى خلفية الإجراءات التعسفية في سبتمبر 81 , ثم وصل الرئيس المخلوع مبارك إلى الحكم كموظف حكومي لا علاقة له بالسياسة !! فلم يكن له خصوم ولذا علق الجميع الآمال عليه , فأفرج عن المعتقلين منذ سبتمبر واستقبلهم في مبنى الرئاسة ثم بدأ في ممارسة دوره بشكل حسن , ثم مالبث أن أساء في النهاية فتناقصت شعبيته تدريجياً وتسبب في حشد القوى السياسية والشعبية ضد نظامه خاصة بعد ان ظهرت نواياه بالتمهيد لنجله كي يتولى الرئاسة من بعده فضلاً عن عمليات القمع للمعارضين والعمل على إقصائهم من الحياة السياسية وتزوير الانتخابات البرلمانية , ثم جاءت فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة فبدأ الناس يشعرون بالراحة في البداية ثم بدأت الشعبية تتناقص وهتفت الجماهير ضد المجلس خاصة بعد تأخر تسليم السلطة , ولما تولى الدكتور محمد مرسي المسئولية بأغلبية طفيفة هدأت الأمور نسبياً وبدأت تزداد شعبيته عندما شعر المواطن بالأمان واستبشر خيراً عن المستقبل ولكن وقعت بعض الأخطاء في الممارسة استغلها الرافضون لحكم الإخوان فأداروا معركة إعلامية واحتجاجات فئوية فبدأت الشعبية تنحسر حتى وصلنا إلى 30/6 ورفض الدكتور محمد مرسي إجراء انتخابات مبكرة أوالاستفتاء على ذلك لكونه كان يتوقع أن النتيجة ستأتي بالموافقة على الانتخابات الرئاسية المبكرة , ولما تولى المستشار عدلي منصور الرئاسة في 3/7 لم نشعر بشعبيته فلقد كان يؤدي دوراً وظيفياً مؤقتاً ومحدداً فأصدر بعض القوانين التي لازال الوطن يعاني منها وسيعاني ما لم يتم التعديل أو الالغاء لها , ولما تولى المشير عبدالفتاح السيسي وشكل الحكومة الجديدة وتمتع بشعبية البداية إلا أن الممارسات الحكومية بدأت تخصم من رصيد النظام بتلك القرارات التي أضافت أعباءً على الفقراء ولم يشعر المواطن بتحسن في القوى الشرائية لراتبه حيث ازدادت الأسعار ارتفاعاً , كما لم تتمكن الحكومة من احتواء أزمة المعارضين مما زاد من مساحتهم تدريجياً خاصة أن أخطاء الممارسة كانت تستغل في إظهار فشل الحكومة في إدارة شئون البلاد , خاصة وأن المشروعات القومية الكبرى لايشعر المواطن بأثرها في المرحلة الراهنة كما أنني لاحظت أن عدداً من الفصائل المؤيدة للحكومة قد ابتعدت عنها إلى المساحة المحايدة , بل وهناك من أصبح منهم خصماً للنظام . ولا أشك في أن السبب الرئيس في هذه المشكلة هو عدم التشاور مع القوى المعارضة , بل والقوى المؤيدة أيضاً !! , فالجميع خارج نطاق المشورة التي كان من الممكن أن تضع حلولاً للمشكلات بشكل أفضل مما يجري الآن , كما أن وقوع بعض المظالم دون رد الحقوق إلى أهلها يضيف الكثير من السلبيات إلى ملف حقوق الإنسان الذي يخصم بدوره من الرصيد الإيجابي للحكومة ومن شعبيتها , فالشعبية لا تدوم لأحد , والشعب لابد أن تُحترم إرادته , ورياح التغيير تهب على كل من لا يلتفت إلى مطالب الشعب العادلة