حذرت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية من خطورة النهج الذي يتبعه الجيش المصري في سيناء، خاصة أن تلك المنطقة تم تهميشها من قبل حكام مصر، وعاش سكانها طويلًا تحت القبضة الأمنية الشديدة. ونقلت الصحيفة عن "آرون ريس" نائب مدير الأبحاث في معهد دراسات الحرب بواشنطن، أن إخلاء رفح ينسجم مع النمط الذي يتبعه الجيش المصري، الذي يفضل استخدام القوة الساحقة ضد التهديدات المحتملة. وأشار إلى أن الجيش المصري غير مهتم بمتابعة حرب المدن، لذلك يرد بدلًا من ذلك على هجمات المسلحين باستخدام الدبابات والمروحيات العسكرية ضد أهداف في سيناء، حيث من الصعب عليه تحديد هوية المسلحين الذين يختلطون بالسكان المحليين. وحذر "ريس" من أن الحملة التي يقوم بها الجيش في سيناء قد تنتهي إلى نتائج عكسية على المدى البعيد مضيفًا أنه لا يمكن أن تسوي منطقة بالأرض بيتًا ببيت ثم تقنع الناس بأن يعملوا معك. ورصدت الصحيفة حالة الغضب بين كثير من سكان رفح، خاصة أن المنطقة العازلة تمر عبر وسط المدينة وسوقها، مشيرة إلى أن السكان شردوا والأصدقاء ابتعدوا عن أصدقائهم والأسر تم فصلها، حتى أن السكان الذين احتفظوا بمنازلهم غاضبون. وأضافت أنه ومع ذلك فهناك بعض الذين طلب منهم إخلاء منازلهم رضوا بالأمر الواقع، معتبرين أن ذلك من أجل الأمن القومي وعليهم أن يقبلوا بذلك . واعتبرت الصحيفة أن تكتيك الجيش المصري الحالي في سيناء بتدميره نحو 800 منزل وتشريد نحو 10 آلاف شخص يسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها في كسر المسلحين، فضلًا عن الغضب الناجم عن عمليات هدم منازل السكان في رفح. ونقلت الصحيفة عن أحد سكان رفح أن أحد الضباط طلب من أسرته إخلاء المنزل، وعندما رفضت عائلة الأغا ذلك أخبرهم الضابط أن منزلهم سيتم تفجيره غدًا بكل ما فيه. وأبرزت الصحيفة تصريحات للصحفي مصطفى سنجر المقيم بسيناء، والذي أشار إلى أن سكان رفح التقوا مع مسؤولين خلال الأسابيع الماضية، لمناقشة التعويضات، إلا أن قرار الإخلاء الذي أعلن عنه بالميجافونات الثلاثاء الماضي، أصاب المواطنين بالدهشة. وذكرت الصحيفة أن عملية إخلاء الحدود تأتي في وقت أبدت في السلطات إشارة متزايدة على عزمها توسيع قبضتها الأمنية على عموم مصر لمكافحة المسلحين، وكذلك سحق المعارضة العادية التي تنتشر. وأضافت أن التحرك يمثل إشارة جديدة على استخدام الحكومة للقوة الساحقة لمواجهة ما تراه تهديدًا لوجود مصر، سواء من قبل قوة المسلحين المتنامية أو من قبل آلاف المتظاهرين الإسلاميين خلال الإطاحة بحكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي. وشككت الصحيفة في قدرة المنطقة العازلة على التأثير على نشاط المسلحين، مشيرة إلى أنه ينبغي أن ننتظر لنرى ما إذا كانت المنطقة العازلة سيكون لها تأثير فعلي على نشاط المسلحين، مع الأخذ في الاعتبار أن السلطات المصرية أغلقت حدودها مع قطاع غزة خلال العام الماضي، وحجمت بشكل كبير للغاية حركة العبور عبر الحدود، فضلًا عن تدميرها أنفاق التهريب. وأضافت أن المسئولين المصريين اتهموا عادة المسلحين الفلسطينيين بالوقوف وراء الهجمات في مصر، وهي الاتهامات التي تعكس الكراهية العميقة من قبل السلطات المصرية لحماس. وتحدثت عن أنه وعلى الرغم من اتهام المسئولين الأمنيين ووسائل الإعلام الصديقة للحكومة خلال العام الماضي للمسلحين الفلسطينيين، إلا أن النيابة لم تقدم سوى أدلة ضعيفة على مشاركة الفلسطينيين في الهجمات.