قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتهم على الفور "أياد أجنبية" بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة في سيناء، حتى قبل إجراء أي تحقيق شامل, أو وجود أدلة واضحة على ذلك. واستبعد الموقع في تقرير له في 27 أكتوبر تورط حركة حماس في تلك الهجمات, قائلا :"إن الحركة مازالت تكافح للتعامل مع تداعيات الحرب مع إسرائيل، وإنهاء الحصار, وليس لديها مصلحة في شن هجمات دموية على الجنود المصريين، التي من شأنها أن تفاقم عزلتها, وتطيل من معاناة سكان غزة". وأضاف الموقع أن الحلول العسكرية المرتجلة والإجراءات العقابية لن تحد من الهجمات في سيناء, متهما النظام الحاكم في مصر باستغلال الهجمات لتحقيق أهداف سياسية, أكثر من تركيزه على معالجة البؤس والفقر هناك. يشار إلى أن 31 عسكريا مصريا قتلوا وأصيب نحو ثلاثين آخرين, في هجومين منفصلين استهدفا الجمعة الموافق 24 أكتوبر, حاجزين أمنيين في شمال سيناء. واستهدف الهجوم الأول بسيارة مفخخة نقطة تفتيش للجيش في منطقة كرم القودايس، بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء, ما أسفر عن مصرع 28 جنديا، وإصابة 28 آخرين بجروح خطيرة، أما الهجوم الثاني، فقد وقع بعد نحو ثلاث ساعات من الأول في بلدة قريبة من العريش، حيث فتح مسلحون النيران على نقطة تفتيش عسكرية, وقتلوا 3 جنود. ويعتبر الهجومان الأسوأ ضد قوات الأمن, منذ مقتل 25 شرطيا في سيناء في أغسطس 2013. وبدأ تطبيق حالة الطوارئ في بعض مناطق شمال سيناء عقب الهجومين, كما أعلنت السلطات الحداد الرسمي لثلاثة أيام على الضحايا. واتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أطرافا خارجية لم يسمها بالوقوف وراء هجمات سيناء, وأكد أن الشعب المصري وقيادته والجيش يد واحدة في مواجهة "الإرهاب والإرهابيين"، وأن أحدا لا يستطيع أن يفت في عضد المصريين والنيل من وحدتهم. جاء ذلك في كلمة للسيسي أمام مجموعة من القيادات في الجيش المصري، عقب هجومي سيناء. وفي كلمته, أكد السيسي أن بلاده واجهت, وتواجه "إرهابا" على مدى شهور، وأن جهود الدولة مكنت من تصفية "مئات من الإرهابيين". وأقر بأن معركة الأمن في مصر ستطول ومستمرة، وتوقع أن يتم إزاءها تقديم المزيد من التضحيات والدماء. ولفت إلى أن سيناء "كانت ستصبح كتلة من التطرف لولا جهود مكافحة الإرهاب التي بذلتها الدولة والجيش". وأكد "ثبات" القيادة والجيش المصريين، وأن التحرك يتم "في اتجاه إعادة الهيبة إلى الدولة المصرية وتبوئها مكانتها التي تليق بها". وتوجه السيسي للشعب المصري بالقول إنه يجب معرفة "أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد مصر، التي تخوض حرب وجود"، مشيرا إلى أنه متنبه إلى ما يحاك ضد مصر، وأنه حذر مما يجري في وقت سابق. وتابع أنه توقع حدوث مثل هذه العمليات الإرهابية قبل الثالث من يوليو 2013، في إشارة إلى تاريخ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي حديثه, اتهم السيسي جهات خارجية بالضلوع في الأحداث التي تشهدها مصر، معتبرا أنها لا تريد لمصر أن تنجح. واستطرد " الهجومان اللذان وقعا في سيناء تما بدعم خارجي, لكسر إرادة الجيش المصري, والهدف من ورائهما إسقاط الدولة وكسر شوكة وإرادة المصريين"، معربا عن قناعته بأن المصريين سيواجهون كل هذه التحديات متحدين قيادة وشعبا ودولة وأجهزة. وقال إنه إزاء ذلك, سيتم اتخاذ إجراءات جديدة مع قطاع غزة للحد من "مشكلة الإرهاب من جذورها والقضاء عليها".