لا لم يعد الأمر لحاجة لتعبيرات امتعاض ترتسم على وجهك فور ما تقرأ خبرًا، أو يتطور بك التأثير لأن تضع كفيك على رأس وليدك الصغير لتفكر فورًا في تأمين مستقبله من بعدك حتى لا تتكرر معه مأساة أطفال تطالعنا كل يوم الصحف بواقعهم، ونحن لا نفعل شيئًا سوى مصمصة الشفاه لتنتقل عينانا للخبر التالي. هو إذن حال دور الأيتام في مصر، والتي قالت وزير التضامن الاجتماعي غادة والي، بنفسها في أحد التصريحات الإعلامية، إن 75% منها يستحق الغلق، فيما استمرت في اعترافاتها، قائلاً إن دور الأيتام بات مشروعات تجارية. تجارية لم تكن هي فقط التهمة التي توجه إلى تلك الدور ولكن الأمر امتد إلى هتك الأعراض، والاستغلال الجنسي، وهو ما يمكن أن يصل به الأمر من بشاعة حين تتعامل مع طفل. وكان آخر ما تم في هذا الشأن ما كشفته نيابة الإسماعيلية عن اعتداء أحد مشرفى الدار على الأطفال وتصويرهم عراة. وكان المحامى العام الأول لنيابات الإسماعيلية تلقى بلاغًا عن أعمال انتهاك عرض تحدث بدار أيتام مؤسسة الإيوائية للأطفال بالكيلو 4 بطريق الإسماعيلية – القاهرة. وتقدم بالبلاغ إحدى مشرفات الدار، ما دفع الجهات المعنية إلى إرسال قوات قامت بعملية التفتيش المفاجئ ووجود صور للأطفال، وهم في أوضاع عارية على تليفون محمول لأحد المشرفين ويبلغ من العمر 19 عامًا. ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي نجد فيها حالات انتهاك للأطفال في دور الأيتام، حيث أذاعت الإعلامية إيمان عز الدين، تقريرًا، أمس الاثنين، يتضمن شهادات لأطفال بدار أيتام "المدينةالمنورة"، بمدينة العاشر من رمضان، يشكون من سوء المعاملة بالدار، والتي وصلت إلى التعذيب، والتي دفعت بهم للهرب، ثم أرادوا العودة بعد ذلك، لعلمهم بوجود معاير جديدة وضعتها وزارة التضامن الاجتماعي، للإشراف على دور الأيتام، وعندها رفض مدير الدار عودتهم، حتى مع تدخل عدد من المنظمات الحقوقية، مثل منظمة الحريات لحقوق الإنسان، بالعاشر من رمضان، وأعلنت عز الدين، أن وزارة الداخلية قررت فتح تحقيق عاجل في الواقعة. وقال مراسلة القناة خلال برنامجها "بصراحة" على قناة التحرير، إن الأطفال يتعرضون للتعذيب بصورة بشعة، وأكدت أنها تلقت تهديدًا من مدير الدار بأنه في حالة إذاعة هذا التقرير، سيتم محاسبتها قانونيًا هي، والإعلامية إيمان عز الدين، مضيفة: "مدير الدار هدد مذيعة ومراسلة وفريق عمل البرنامج، بأنه "مش هيسيبهم" إذا أذاعوا التقرير". وكان المصريون قد استيقظوا بداية أغسطس الماضي على فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر لمشرف دار أيتام بالهرم، وقد اعتدى على الأطفال بضرب مبرح، وهو ما دفع النيابة للتحقيق معه ومعاقبته.