أكد حزب العيش والحرية "تحت التأسيس" أنه لم يعد من الممكن السكوت عن الجرائم المتوحشة التي تمارس في حق آلاف المواطنين في شمال سوريا وشمال العراق وتحديدا بمدينة "كوبانى"، وذلك بعد مرور شهر على صمودها فى مواجهة الهجوم الضارى من الميليشيات الطائفية المتوحشة المسماة ب"داعش"، فاستغاثات الأهالي ومشاهد الذبح والتعذيب وأخبار الخطف وسبي النساء أصبحت أخبار بتناقلها العالم عن هذا المكان الذي وقع أهله فريسة لصراع الميليشيات الطائفية الهمجية والمافيات الإقليمية والدولية، صراع تغذيه أطراف إقليمية استثمرت - ولا تزال تستثمر - في الصراع الطائفي المجنون في هذه المنطقة، في ظل نظام عالمي يرعى حرب أهلية ممتدة لسنوات في سوريا وصراع طائفي ممتد منذ عشر أعوام في العراق. وأشار الحزب إلى أنه رغم سقوط العديد من المدن والقرى أمام هجمات داعش، فإن المدينة ومعركتها أصبحت في مركز اهتمام العالم بسبب صمود المقاومة الشعبية البطولي، وإعلان تحرك تحالف دولي بقيادة أمريكية، بالإضافة لموقع كوباني على الحدود التركية السورية الذي كشف تناقضات التحالف الدولي المزعوم والأهداف المتضاربة لأطرافه. وشدد العيش والحرية، فى بيان له، على أن ما يحدث في كوبانى الآن هو حصيلة هذا الانحطاط الإقليمي والدولي، فالأنظمة العربية في هذه المنطقة تحولت إلى ميليشيات طائفية مدعومة من أطراف إقليمية تصارعها ميليشيات طائفية مدعومة من قوى أخرى في ظل تواطؤ – بل وتورط - دولي مستمر. وأضاف الحزب "وها هي كوبانى تقاوم هجوم داعش التنظيم الأكثر تجسيدا للألعاب الدولية والإقليمية القذرة، مقاومة شعبية يقوم بها بالأساس رجالها ونساؤها من الأكراد بقيادة حزب العمال ذى التوجه اليساري، هؤلاء الأهالي الذين أصبحت مقاومتهم هي خط الدفاع الأول ضد الهمجية الطائفية، فى ظل تواطؤ من تركيا التي تمنع عن قصد أى دعم لوجستى أو عسكري للمقاومة الشعبية وتواجه بوحشية انتفاضة الأكراد داخلها تضامنا مع كوباني حتى سقط مئات الضحايا بين شهيد ومصاب، فالعداء القومي للأكراد هو هاجسها الأساسي هذا العداء القومي التي تبنته لعقود أيضا كل الأنظمة العربية تجاه الأكراد في ظل حكمها السلطوي الذي أسس لهذا المزاج المعادى للقوميات الأخرى ومنها الأكراد وخلق البيئة المناسبة لنمو هذا التعصب الطائفي والديني المقيت الذي عصف بالمنطقة بعد تحلل أنظمتها السلطوية". واستنكر الحزب قيام التحالف الدولى بشن غارات بلا أى فعالية لذر الرماد فى العيون فى غياب لأى إرادة حقيقية فيما يبدو لإنقاذ أهل كوبانى من مذبحة محققة، فالأمور تبدو قد خرجت عن سيطرة اللاعبين الأساسيين ولا يزل الارتباك هو سيد الموقف في ظل صراع دولي وإقليمى يعوق التوافق على أى إستراتيجية جادة وموحدة لمواجهة داعش، بينما يقاوم أهالى المنطقة من الأكراد بلا أي دعم دفاعا عن آلاف الأسر ضد هذه القوى الهمجية ومع حصار تركيا لهم. وأضاف الحزب أن ما يحدث في كوبانى هو تجسيد للجرائم المتلاحقة التي ارتكبت في حق مواطني هذه المنطقة تحت حكم أنظمة قمعية مارست لعقود كل أنواع القمع للأهالى ولم تقدم لهم أى حماية من هذا المصير القاسي، وجرائم أطراف إقليمية تغذى الصراع الطائفي وترعى الإرهاب، وجرائم نظام عالمي مأزوم ومنحط يتلاعب بالمنطقة التي أصبحت مسرح لصراع دولي مفتوح، إلا أننا نؤمن أن هذا المخاض وهذا الثمن الغالي من دماء وثروات شعوب المنطقة هو مسمار جديد في نعش النظام الإقليمى العربي السلطوي وخطوة باتجاه بناء نظام جديد ديمقراطي حر يليق بشهداء كوبانى وشهداء الثورات العربية. وأعلن الحزب عن دعمه وتأييده لأهالى كوبانى قائلا "المجد لأهالي كوبانى ولكل المدافعين عن الحرية والكرامة والمساواة، وندعو كل أحرار مصر والعالم وكل القوى التقدمية استمرار التضامن مع المقاومة الشعبية فى كوبانى وفضح التواطؤ والإجرام الإقليمى والدولي".