أكدت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير ل"ديفيد كيركباتريك" انحسار موجة الاحتفاء الشعبي بالسيسي مقارنة بما كانت عليه العام الماضي حيث لم تعد توضع صوره على الكعك أو الملابس وحتى الصحف الحكومية لم تعد تقدمه على أنه الشخص الذي لا تشوبه شائبة. ونقلت عن الدكتور سمير شحاته أستاذ العلوم السياسية بجامعة "أوكلاهوما" أن المصريين رأوا أنه لا توجد معجزة فيما يتعلق بالسيسي. وأبرزت الصحيفة خداع الإعلام المصري للشعب عندما ادعى أن قاعة الأممالمتحدة ضجت بالتصفيق عندما هتف السيسي "تحيا مصر" هناك, مشيرة إلى أن الدبلوماسيين ظلوا صامتين إلا أن بطانة وحاشية السيسي هم الذين قاموا بالتصفيق له. وأضافت أن الإعلام ومؤسسات الدولة تحاول بناء جدار من القدسية حول السيسي على غرار ما كان يحدث في مصر خلال حكم محمد علي باشا في القرن قبل الماضي. وتحدثت عن أن السيسي قام بإجراءات كانت صعبة بالنسبة للرؤساء السابقين في مصر مثل وقوفه بجانب إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس وعرقلته للضغوط التي قام بها دبلوماسيون غربيون رفيعي المستوى لإطلاق سراح الصحفيين الدوليين الذين زج بهم في السجن باتهامات مسيسة، فضلا عن رفعه للدعم وهي الخطوة التي خشي من قبله من الرؤساء من الإقدام عليها. ونقلت عن الدكتور خالد فهمي أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية أن السيسي في الداخل والخارج اعتمد على المخاوف بشأن الفوضى التي تجري في الدول المجاورة مشيرا إلى أن السيسي خلال حواره مع مجلة "تايم" الأمريكية تحدث عن أن مصر كادت أن تدخل في دائرة التطرف وأن أمريكا حينها كانت ستشعر بالحاجة لتدمير مصر وهو ما دفعه للانقلاب على نظام مرسي. وذكرت الصحيفة أن مؤسسات الدولة حاليا من جيش ومخابرات وأمن وقضاء وغيرها خاضعة للسيسي أكثر مما كانت في عهد عبد الناصر لأنهم يعتبرونه منقذهم مضيفة أن القتل الجماعي والاعتقالات التي حدثت في عهد السيسي ضد الإخوان تجاوزت ما قام به عبد الناصر خلال حكمه. وتحدثت الصحيفة إلى خالد داوود المتحدث باسم حزب الدستور الذي أيد الانقلاب والذي يشعر حاليا بالحزن والمرارة مشيرا إلى أن الحكومة الحالية لا تستمع إلى الأحزاب السياسية وأن مصر تشهد تراجعًا للحريات السياسية فضلاً عن تضييق مساحة النقاش السياسي. وذكر أن ما يحدث الآن يسير في اتجاه معاكس تماما لما كنا نأمله مشيرًا إلى رفضه حكم مصر من قبل جنرال عسكري. وتحدثت الصحيفة عن أن الأحزاب الصغيرة غير الإسلامية التي أيدت الانقلاب تشتكي من عدم إنصات السيسي لشكواهم بشأن تأخر إجراء الانتخابات البرلمانية فضلا عن عدم تعامل السيسي مع الشكاوى بشأن القيود الحكومية الجديدة على الحريات والشكاوى المتعلقة بنظام التصويت التي يقول خبراء أنها ستضمن برلمانا من الموالين للسيسي.