قال السفير العراقي بالقاهرة، ضياء الدباس، في حواره ببرنامج "مساء الخير"، الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية "سي بي سي تو"، إن العالم شاهد ما حدث في العراق نتيجة دخول الجماعات الإرهابية الوحشية، التي تمتلك إمكانيات ضخمة، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات اقترفت مجازر، وأعلنت دولة "خلافة إسلامية"، الأمر الذي به مغزى كبير، خاصة وأنهم يقتلون بوحشية ويدمرون حضارة البلدان التي يدخلونها. وتابع الدباس :"هذه الأحداث دعتنا للتوجه للعالم لنوضح لهم خفايا هذه الجماعات، وعندما توجهنا للعالم من قبل لم نجد استجابة، ولكن الذي حدث استجابة من العالم بسبب التطورات الأخيرة، خاصة وأن هذه الجماعات لديها إمكانيات مالية مهولة، الأمر الذي يجعلها تشكل خطر داهم على العالم أجمع، ويجب أن يحدث تعاون مشترك دولي من أجل مناهضة هذا الإرهاب والتصدي لهم، والدليل أن هذه الجماعات لديهم إمكانيات تؤهلهم لضم أكثر من جنسية تحت لوائها". وتحدث عن تنظيم داعش، حيث قال: "هذا الجهد الكبير يحتاج لإمكانيات ضخمة، وتطورت داعش بشكل تدريجي في البداية عندما شكل أبو مصعب الزرقاوي جماعة التوحيد والجهاد، ثم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وهو استفاد من بعض المقاتلين العرب قبل سقوط نظام صدام، وكذلك بعض أعضاء الأجهزة القمعية الذي وجدوا أنفسهم بدون عمل بعد سقوط النظام". وحول تمويل داعش، صرح: "إعلان الزرقاوي لتشكيل القاعدة هو الحصول على تمويل من القاعدة الأم، وهناك أكثر من دولة تمول داعش، لأن ما يحصلون عليه لا يمكن تغطيته من أموال أشخاص أو تبرعات، والمستفيدون من الفوضى في المنطقة هم وراء التمويل، والمخطط كبير والمستهدف هو الوطن العربي وليس العراق فقط". واستطرد :"داعش وما تطورت عنه من تنظيمات استفادوا من الأوضاع في سوريا، وحصلوا على تمويل، وعندما تمكنوا اجتازوا الحدود العراقية ودخلوا، وما لمسناه من الدول العربية هو موقف واضح وجاد، والموقف العربي من التنظيمات الإرهابية واضح أيضا، واستعدادهم وتوزيع أدوارهم للانتهاء من الأزمة". وأكد السفير العراقي بالقاهرة، :"المهم أن تخسر الجماعات الإرهابية الحرب، ولا أستطيع أن اوكد وجود أي علاقة بين دول معينة وبين داعش، وتركيا بذلت جهود أيضا وقدمت دعم كبير للمجاميع المعارضة في سوريا، ولكن الجميع يستنكر ما تقوم به داعش، وهناك وعودا ننتظر تنفيذها، وأحب أن أوضح بكون نظام فيدرالي في العراق، والبعض لم يتعود على هذا النظام ويعتبره تقسيم، ولكنه ليس كذلك، مثل أن إقليم كردستان الذي لديه استقلال كامل، ولكنها مع الحكومة العراقية، وفي طبيعة الأمر الدولة لها علم مركزي وتوجد أعلام في المقاطعات ترفع في المناسبات، وهذا أمر طبيعي ولا يثير حساسية". وأوضح :"الجيش العراقي بعد سقوط نظام صدام تم حله وهيكلته من جديد، ولكن لم تستكمل حتى الآن تشكيلات سلاح الجو وبعض الأسلحة الأخرى، ولدينا الآن 300 ألف جندي عراقي بالجيش المركزي، وهناك جيش البشماركة الذي يحرس حدود إقليم كردستان". وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية العراقية، قال :"عدد العمالة المصرية الآن أقل من ربع مليون، ومنهم من هم عائلات متكاملة ويعملون في الأعمال الحرة، وهناك سبل تواصل كثيرة للسفر للعراق، مثل تأشيرة الشركات، أو الزيارات، ولكن منفردا أمر صعب قليلا الآن إلا لو كان مرتبط بعقد مع شركة". وشدد :"نطمح بان يكون لمصر دورا في بناء العراق، والآن هناك شركات كبرى تنفذ مشروعات كبرى هناك، وحجم التبادل التجاري المصري أغلبه إما تبادلات نفطية، والكثير يكون عن طريق رجال الأعمال، وحتى الآن لم تتبلور اتفاقات واضحة، ولم يتم حصر عائدات المشروعات، والعراق بلد كبير ولكن أغلب البنى التحتية مدمرة، ويحتاج كل شئ، والحكومة العراقية تستهدف السوق المصري بشكل أساسي، وأخرج يوميا ما لا يقل عن 30 تأشيرة". وردا على أمر "الحوالات الصفراء" الخاصة بالعمالة المصرية في العراق، رد السفير :"مصر مرت بظروف صعبة والعراق كذلك، ونتمنى أن ترتقي العلاقات بين البلدين، واللجنة حتى الآن لم تجتمع، وإذا جرت الحياة للجنة ودخلت موضع التنفيذ سيتم العمل على كل الأصعدة".