"محاكمة القرن".. تسمية غابت عن العناوين الرئيسية للصحف الحكومية الصادرة صباح اليوم السبت، بالتزامن مع جلسة النطق بالحكم في إعادة محاكمة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير/ كانون ثاني 2011، بعد أن كانت تلك التسمية قرينة لجلسات الجولة الأولى للمحاكمة، سواء في الإعلام المحلي أو الأجنبي. واكتفت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة، بالإشارة لجلسة النطق بالحكم على مبارك، في صفحتها ال18 تحت عنوان "مبارك ينتظر كلمة القضاء اليوم"، رغم أن الصحيفة ذاتها كانت تُضمن عناوينها خلال الجولة الأولى للمحاكمة، وصف "محكمة القرن". الأمر نفسه في صحيفة "الجمهورية" (حكومية) التي عنونت تقريرها عن المحاكمة ب"وسط اهتمام عالمي .. اليوم الحكم في قضية مبارك والعادلي". يأتي ذلك في الوقت الذي فضلت فيه جريدة الأخبار (حكومية) ألا تتناول خبراً أو إشارة إلى محاكمة اليوم، مكتفية بتكثيف الأخبار والتقارير عن استقبال حافل للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، بعد زيارته الأخيرة للأمم المتحدة للمشاركة في الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. النهج نفسه اتبعته غالبية الصحف الخاصة في مصر. فقد نشرت صحيفة اليوم السابع (خاصة) في صدر صفحتها الأولى خبرا بعنوان "العالم يحبس أنفاسه في انتظار الحكم على مبارك"، تناولت فيه الحالة الصحية للرئيس الأسبق، وكيفية تأمين المحاكمة. وتحت عنوان "مبارك .. الحكم قبل الأخير"، تناولت صحيفة "الوطن" (خاصة) دعوات قوى ثورية وشبابية للمظاهرات بالتزامن مع المحاكمة، وتجهيز أنصار مبارك احتفال ببرائته، إلى جانب سرد للخطة الأمنية لتأمين المحاكمة. كما عنونت صحيفة "الشروق" (خاصة) تقرير في صفحتها الأولى عن المحاكمة ب"مبارك ورجاله يواجهون مصيرهم.. اليوم"، تناولت فيه الخطة الأمنية لتأمين الجلسة. يأتي هذا في الوقت الذي أصرت فيه صحيفتي "التحرير" و"المصري اليوم (خاصتين) على تسمية المحاكمة ب"قضية القرن"، بدلاً من "محاكمة القرن"، في خبر أسفل الصفحة الأولى، التي تصدرها الحديث عن زيارة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى الأممالمتحدة، ولقاءه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكانت محاكمة مبارك في تهم قتل المتظاهرين مطلبا شعبيا، وأحد المطالب المعلنة والمتفق عليها لثورة يناير/ كانون ثاني 2011. وفي 11 أبريل من العام نفسه، وبعد ضغوط شعبية للمطالبة بمحاكمته، بدأت إجراءات ملاحقة مبارك في هذه الاتهامات. ومن المنتظر أن تصدر اليوم محكمة جنايات القاهرة حكمها على الرئيس الأسبق مبارك، ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي، و6 من مساعدي الأخير في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير 2011. كما يحاكم مبارك ونجلاه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية أخرى بتهم تتعلق بالفساد المالي واستغلال النفوذ الرئاسي في التربح والإضرار بالمال العام، في الوقت الذي يحاكم مبارك أيضا بتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بأسعار زهيدة تقل عن سعر بيعه عالميا. واعتبر مساعدو العادلي ثورة يناير/ كانون ثاني، خلال شهاداتهم الأخيرة أمام المحكمة "مؤامرة". وأطاحت ثورة شعبية اندلعت في 25 يناير 2011، بنظام حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط من نفس العام، بعد نحو 30 عاما قضاها في سدة الحكم