وصف "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذي يترأسه الدكتور يوسف القرضاوي، سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، بعد الاستيلاء على معظم مقار ومباني الدولة بأنه "أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح" من قبل الجماعة الشيعية على "الشرعية". وقال الاتحاد في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، إن "هذه الممارسات يُشم منها رائحة الطائفية المسلحة"، أو "ما يمكن أن نطلق عليه بالخيانة الداخلية، وتغليب لغة السلاح على لغة الحوار"، محذرًا من أنها "تنذر بخطر كبير، ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة كلها". ودعا اليمنيين جميعًا بكل فئاتهم وطوائفهم، إلى "أن تكون لغة الحوار هي الأساس بدلاً من لغة السلاح والاقتتال الداخلي". وجاءت الدعوة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء التي خلت تمامًا، اليوم، من وجود عناصر الشرطة والجيش، في حين استطاع مسلحو الحوثي الاستيلاء على معظم مقار ومباني الدولة، بينها مقار الحكومة والبرلمان ووزارة الدفاع والقوات الجوية ومقر المنطقة العسكرية السادسة. واعتبر الاتحاد أن "ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني، والاتفاقيات التي وقع عليها من بعد ثورة الشباب اليمني العظيم، والتي ارتضاها أن تكون مرحلية حتى يتم بناء اليمن بناءً سليمًا، من غير إقصاء أو تخوين، ولا فساد ولا تبعية، ولا قهر ولا ظلم". وشجب الاتحاد الممارسات "ذات التوجهات الطائفية المسلحة"، ودعا القائمين عليها إلى "مراجعة أنفسهم قبل أن يدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله عز وجل"، وحث جماعة الحوثيين على التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية، "وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر". ومساء أمس، وقعت الرئاسة اليمنية، والأحزاب المشاركة في الحكومة وجماعة الحوثيين اتفاقاً لإنهاء الأزمة السياسية يقضي بتشكيل حكومة جديدة، بحضور المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، وسط رفض الحوثيين الانسحاب من صنعاء. ومنذ أسابيع، ينظم الحوثيون احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات. والدول العشرة الراعية للتسوية السياسية، هي دول الخليج باستثناء قطر (السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان)، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (أمريكا، وروسيا، وفرنسا، وإنجلترا والصين). وتشرف هذه الدول على مبادرة نقل السلطة التي تنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أواخر 2011 بعد اندلاع ثورة شعبيه ضد نظام حكمه في العام ذاته. وحذر "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، كافة الدول التي ساهمت في وصول الحالة في اليمن إلى ما وصلت إليه، وقال إن "هذه المؤامرات لن تؤدي بالخير أبدًا لا لليمن ولا للمنطقة بأسرها". كما حذر من "مخططات التفتيت والتقسيم، التي تتعرض لها منطقتنا العربية خاصة، وكذلك المخططات الرامية إلى إقحام المنطقة في حروب وصراعات مستمرة تقضي على أي أمل في الوحدة وتنهك الأمة وتضيع ثرواتها". وطالب الدول العربية والإسلامية ب "تحمل مسئولياتهم تجاه اليمن وغيرها، وتجنب الحساسية تجاه جماعات بعينها، وتغليب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية على أي مصالح أخرى زائلة، ونؤكد أن الأمة كلها في سفينة واحدة، وعلى الجميع الحفاظ عليها". ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.