قالت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، الحائزة على جائزة "نوبل" للسلام، إن مسلحين ينتمون إلى جماعة "الحوثيين" استولوا على منزلها، في أعقاب وصفها لزعيمهم عبدالملك الحوثي بأنه "مجرم حرب". وكتبت كرمان عبر حسابها على موقع "تويتر": "12 فردًا من الحوثيين يستولون على منزلي، بعد التوقيع على اتفاقية السلام والشراكة"!!!، في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعته الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مساء اليوم، لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي والقوى السياسية. وكانت كرمان هاجمت في تصريحات عبر حسابها على موقع "فيس بوك"، عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين ووصفته بأنه "مجرم حرب، يزاول جريمة تقويض الدولة اليمنية"، واعتبرت أن أي "جلوس معه أو اتفاق لايفضي فورًا لتسليم أسلحته والتخلي عن المناطق التي يستولي عليها ومحاكمته يعد جريمة وخروجًا عن مقررات مؤتمر الحوار وتصادمًا مع كل الأعراف والاتفاقات والمواثيق الدولية". ومع توقيع اتفاق مساء اليوم بين الحكومة وجماعة "الحوثي" التي تنظم احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات منذ أسابيع، قالت كرمان "آمل أن يجد الاتفاق الجديد طريقه للتنفيذ والالتزام من جميع الأطراف، وأن لا يكون كبقية الاتفاقات السابقة التي لم يتم إنجاز شيء منها". وتابعت "نأمل أن يفضي إلى تحقيق الشراكة الوطنية الحقة وإلى بناء دولة جميع اليمنيين الحديثة، سنعمل جميعا من أجل ذلك. وسنبني السلام والاستقرار واستقلال اليمن وسيادتها، متسلحين بالثقة بالله والثقة بالشعب. ومن ينكث فإنما ينكث على نفسه، تحيا اليمن والمجد لشعبنا العظيم". وبحسب مصادر في الرئاسة اليمنية، فإن بنود الاتفاق الذي وقع في دار الرئاسة جنوبي العاصمة صنعاء، بحضور المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، وكافة القوى السياسية تتضمن تشكيل حكومة خلال 3 أيام، على أن يسمي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الحكومة "كشخصية وطنية غير منتمي لحزب سياسي". كما يتضمن الاتفاق تخفيض أسعار المواد البترولية، تعيين مستشارا للرئيس من الحوثيين ومن الحراك الجنوبي الذي يطالب بعض أعضاءه بالانفصال، وفق وكالة "الأناضول". ويتضمن الاتفاق وإزالة خيام الاعتصام التي نصبها الحوثيين في صنعاء. وبحسب ذات المصادر رفض ممثلو الحوثيين التوقيع على ملحق بالاتفاق يقضي بانسحاب الحوثيين من محافظة عمران (شمال) والتي يسيطرون عليها منذ قرابة 3أشهر، وإيقاف المواجهات التي يخوضوها في محافظتي الجوف (شمال) ومأرب (شمال شرق صنعاء)، وانسحابهم من الأماكن التي سيطروا عليها بقوة السلاح بهذه المحافظات الثلاث. وجاء توقيع الاتفاق بعد أن قدم رئيس الحكومة اليمنية "محمد سالم باسندوة"، اليوم استقالته من منصبه، في رسالة وجهها للشعب اليمني، اتهم فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي ب"التفرد بالسلطة"، وذلك وسط تقارير عن سيطرة الحوثيين على أغلب المؤسسات الحيوية في العاصمة صنعاء وبينها مبنى وزارة الدفاع والبنك المركزي في وقت سابق مساء اليوم. وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية قوله إن "رئيس الجمهورية لم يتسلم أي طلب استقالة ولم يصل مثل هذا الطلب إلى رئاسة الجمهورية حتى اللحظة ليتم البت فيه وفقا للإجراءات القانونية المعروفة والمتبعة، ولذلك مازالت الحكومة قائمة برئاسة باسندوه". ويتهم منتقدون جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائدًا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر 1962. ونشأت الجماعة، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.