هددت أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن، أمير "الجماعة الإسلامية"، المحبوس بالولاياتالمتحدة منذ 18 عامًا بتنظيم اعتصامات مفتوحة أمام مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون الحكم في مصر، احتجاجًا على عدم تقدم الجهات المختصة بطلب رسمي للجانب الأمريكي بإطلاق سراحه أو استكمال عقوبته بأحد السجون المصرية. وأكد الدكتور عبد الله عمر عبد الرحمن نجل الشيخ ل "المصريون"، أن الأسرة تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية ظهر الخميس في استمرار للوقفات المطالبة بإطلاق سراحه، لكنها ستستبدلها باعتصام أمام مقر السفارة أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذا لم يتم التجاوب مع مطالبها. وأكد أن تنظيم الوقفات الاحتجاجية سواء أمام السفارة الأمريكية أو مجلس الوزراء لم يعد مجديًا، في ظل جمود الموقف خاصة وأنها لم تدفع حتى الآن الجانب المصري للتحرك لمطالبة الجانب الأمريكي بالإفراج عن الشيخ. وأضاف إن الأسرة ستركز خلال المرحلة القادمة علي مطالبة الجانب الأمريكي بإطلاق سراح الشيخ، باعتبارها الجهة التي تحتجزه والمطلوب منها إطلاق سراحه وترحيله لمصر سواء وافقت مصر على ذلك أم لا. واتهم جهات أمنية رفيعة المستوي بأنها تضع عراقيل أمام تقدم أي جهة رسمية، سواء وزارة العدل أو إدارة التعاون الدولي ورعاية السجناء بالوزارة بطلب رسمي للجانب الأمريكي. وأشار إلى أن سيطرة فلول النظام السابق علي مؤسسات الدولة هي من حالت دون مضي مصر في إجراءات تسلمه حتى الآن، لأنها "لا تزال تعيش في حالة ثأر مع أبي باعتباره أول من ثار على ظلم الرئيس السابق حسني مبارك وفضح استبداده سواء في الداخل أو في الخارج". واعتبر أنه من غير المناسب أن تتقاعس السلطات المصرية عن مطالب الجانب الأمريكي بالإفراج عن الشيخ من محبسه في حين أن هذه السجون يجب أن تضم فقط فلول النظام السابق من اللصوص وناهبي المال العام وقاتلي المتظاهرين وليس الشرفاء. والشيخ عمر عبد الرحمن (73 عاما) التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان الأول في دفعته تم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على درجة الماجستير ثم حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر الشريف، وكانت عنوان الرسالة "موقف القرآن من خصومه" والتي كانت لها صدى واسعًا ونال بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وعمل معيدًا بكلية أصول الدين ثم أستاذًا بها بجانب نشاطاته الدعوية. أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل, واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ التي أصدرها الرئيس أنور السادات، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. ونظرا للتضييق الأمني عليه في مصر اضطر للسفر إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، وهناك تم اتهامه ومحاكمته بتهمة التحريض على تنفيذ تفجيرات نيويورك 1993، ومنذ ذلك الحين أودع السجن حيث صدر في عام 1995 حكمًا بسجنه مدى الحياة.