من اتهام ب "خلط الدين بالسياسة" إلى "خلط الكرة بالسياسة"، وجدت جماعة "الإخوان المسلمين" نفسها في موضع انتقادات جديدة مع إعلانها اعتزامها تأسيس ناد أو مؤسسة رياضية كبري للمشاركة في المنافسات الرياضية والمختلفة ومنافسة الأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك. وكانت هذه الفكرة أثارت جدلاً واسًعا في مصر، وخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وتباينت ردود فعل الشباب والناشطين ما بين الانتقاد والسخرية اللاذعة. واعتبرت حركة "6 أبريل" إعلان "الإخوان" ومن بعدها حزب "الوفد" اعتزامهما دخول مضمار الرياضة، محاولة لتسويق النفس عن طريق خلط الكرة بالسياسة" بينما اعتبرها الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "الغد"، والمرشح المحتمل للرئاسة دليلاً على "تراكم الأموال" بالحزبين. وحذر المسئول الإعلامي بحركة "6 أبريل" محمد عادل في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من "محاولة تسييس اللعبة كونها اختيار شخصي فأنت تجد اثنين من نفس الحزب يشجعان فريقين مختلفين، والتسييس يمكن أن يقضي على اللعبة، إضافة إلى تعميق الاختلافات الفكرية والانقسام بالمجتمع" المصري. ودعا الأحزاب "للنزول للشارع وطرح البرامج وتوعية الناس بما يمكن أن يكسبوه حال وصولهم للسلطة فهي الطريقة الوحيدة" للترويج السياسي، بعد أن استبعد أن يكون لفكرة تشكيل فرق كروية للأحزاب تأثير كبير على الناخبين. وكان الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذي أسسه "الإخوان المسلمون" قال في تصريحات إن هناك رغبة كبيرة داخل الجماعة في إتمام هذا المشروع، وأنها شكلت لجنة لدراسة هذا الأمر من كافة الجوانب قبل البدء في تنفيذه رسميًا، قبل طرحها علي مكتب الإرشاد. كما أعلن حزب "الوفد" عن خطوة مماثلة بتشكيل فريق لكرة للمنافسة على دوري كرة القدم، وقام السيد البدوي رئيس الحزب باعتماد خطة تكوين الفريق، بتكليف طاهر أبو زيد عضو الهيئة العليا بالإشراف على الفريق، حيث سيتم اختيار هذا الفريق من خلال دورة يقوم الحزب بتنظيمها على مستوى المحافظات، يتم في نهايتها اختيار أحسن 100 لاعب في نهاية الموسم يشكل منهم فريق "الوفد" لكرة القدم. وسخر الدكتور أيمن نور مؤسس حزب "الغد،" والمرشح الرئاسي المحتمل من اعتزام "الإخوان" و"الوفد" اقتحام المجال الرياضي في بادرة غير مسبوقة، معتبرًا أن هذه "الخطوة دليل على تراكم الأموال في الحزبين، ولا تعبر عن إضافة حقيقية في الحياة السياسية أو الحزبية" بالبلاد. وأضاف" "السياسة لها جمهورها والكرة لها جمهورها، والجمع بينهما بهذه الطريقة جديد في الحياة السياسية المصرية وغير مفهوم"، وأشار إلى أن المسألة "لغرابتها سوف تكون مثار تعليقات كثيرة في المستقبل" حول دور الكرة بالسياسة والعكس. يشار إلى أن ماجدة الهلباوي عضو مجلس إدارة النادي الاوليمبي أعلنت في الشهر الماضي عن اعتزامها تأسيس حزب سياسي اسمه "بلادي الحرة" بمرجعية رياضية لأول مرة من أجل الارتقاء بالرياضة المصرية واستعادة الريادة والقضاء على الفساد بكافة رموزه وأشخاصه والسبل المؤدية له والاستعانة بأهل الخبرة والكفاءة . لكن هذه الخطوة تصطدم بالميثاق الأوليمبي ولائحة النظام الأساسي في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" اللذين يحرمان إنشاء أي ناد على أساس سياسي أو ديني، وإقحام السياسة والدين بجميع صورهما في الحياة الرياضية.