وصفت "الجبهة السلفية"، المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ب "الحلف الصليبي"، معتبرة أن الدخول فيه "خيانة لله ورسوله والمؤمنين"، مشددة في الوقت ذاته على أن "ذلك لايعني ذلك موافقتنا بالضرورة لآراء وسلوكيات فئة بعينها". ورفضت الجبهة ما وصفتها ب "الشعارات الوهمية في إعلان الحرب ضد الإرهاب المزعوم"، قائلة إن تلك الشعارات "لا تنطلي على الأمة المسلمة الواعية، وإلا فلماذا لم تتحرك أمريكا وحلفها الدولي والإقليمي لإيقاف (الرئيس السوري) بشار (الأسد) ونظامه عن رمي البراميل المتفجرة وقتل الأطفال بالسلاح الكيماوي وسفك دم ما يقارب مائة وخمسين ألفا من الشهداء في سوريا"؟ وتابعت "بل على العكس من ذلك، فقد ذُكرت أخبار عن التنسيق المحتمل مع نظام بشار لتوجيه الضربات المفترضة. ولماذا لم يتحركوا للجرائم والاضطهاد الطائفي ضد أهل السنة في العراق؟ بل، وما حرب غزة وشهداؤها عنا ببعيد". واعتبرت "الجبهة السلفية"، في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، أن "الحرب في حقيقتها هي حرب على الإسلام والمسلمين، وهي لا تستهدف تنظيم الدولة وحده، ولا تستهدف تأمين الشعب العراقي، وإنما تستهدف تأمين مصالح أميركا وديكتاتورياتها في المنطقة، الذين أقضت مضاجعهم انتفاضة الشعوب منذ اندلاع ثورات الربيع العربي حتى الآن، وصاروا يبذلون كل ما يمكن من أموال ودماء شعوبهم للحفاظ على هذه المصالح". وفي الوقت الذي قالت فيه الجبهة إنه "لم تمنعها معارضتها للدكتور (الرئيس المعزول محمد) مرسي في أثناء حكمه من أن تتخذ موقفا سياسيا قائما على الأخلاقية والشرعية بوقوفها ضد الظلم والانقلاب وتحمل تبعات هذا الموقف"، قالت إن "اختلافنا مع فصيل أو فئة، إسلامية أو وطنية، قرين دائما بمواقفنا الأخلاقية الشرعية الواعية، التي تراعي مصلحة الأمة، وترفض الظلم والبغي، وتفهم أصول وأولويات الولاء والبراء". وحذرت من أن "دخول مصر ومشاركتها في هذا الحلف هو استمرار في طريق الخيانة والخراب الذي يسير فيه الانقلابيون"، ورأت أن "ما يحدث هو تسخير لجيش مصر في حروب الوكالة، مرة في سيناء لقتل أهلها وحصار غزة لصالح إسرائيل، ومرة في ليبيا لصالح الهيمنة الأمريكيةالغربية بمساعدة حفتر، والآن في العراق لصالح نفس الحلف مضافا إليه المحور الخليجي". من جهته، قال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لأن "الجيش يركز على الجبهة الداخلية". وشدد على أن "مهمة الجيش المصري هي حماية الشعب المصري والحدود المصرية"، وقال إن "الجيش المصري يوجه طاقاته لمقاومة الإرهاب في داخل مصر سواء في سيناء أو في مناطق أخرى، يحاول أن ينفذ إليها الإرهاب، بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن عدم الاستقرار في ليبيا والحدود المشتركة الطويلة". من جهة أخرى، قالت "الجبهة السلفية"، إنها "ترفض بيع مصر في زحمة الأحداث للشركات متعددة الجنسيات عبر وكلائها من طبقة رجال الأعمال الذي أفرزها نظام مبارك وتابعه المخلص في مؤامرة اليورومني المنعقدة في فندق الماريوت، ونؤكد أنها جريمة جديدة تضاف لنظام الانقلاب ضد مستقبل مصر وأجيالها".