نَأَتْ موسكو بنفسها بصورةٍ مفاجئةٍ أمس عن سوريا، حيث دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى ممارسة الضغوط على النظام السوري من أجل وقف القمع، إلا أنَّه لم يرحِّب بأي تدخل عسكري كما حصل في ليبيا. فبعد تهديد باستخدام حقّ الفيتو ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن ضد دمشق، ذكرت وكالة "الأسوشييتد برس" أن بوتين دعا في باريس حيث يجري زيارة رسمية، إلى ضغوطٍ دوليةٍ على القيادة السورية جرَّاء قمع المظاهرات المناهضة للحكومة، إلا أنّه كان ضد التدخل العسكري. وأوضح بوتين أنَّ أي تدخل عسكري في سوريا سيكون غير مُثْمِر، واعتبر العراق نموذجًا لِمَا قد يحصل في حال التدخل العسكري، قائلاً بأنّه يدار حاليًا من قبل "لوردات الحرب"، وأنَّ وضعه أصبح أسوأ منذ الغزو الأمريكي. وأعلن بوتين أنَّ موسكو "لا تملك علاقات خاصة مع سوريا ولا يوجد لديها مصالح خاصة فيها، مضيفًا "يتكون انطباع لسبب ما أننا نملك علاقات خاصة مع سوريا.. خلال الفترة السوفياتية كانت هناك علاقات خاصة، أما الآن فلا. على الأغلب تملك سوريا علاقات خاصة حاليًا مع فرنسا". وتابع: "انظروا إلى حجم التجارة المتبادلة، إلى كميةِ اللقاءاتِ على المستويات العليا.. لا يوجد لدينا قواعد عسكرية أو مشاريع كبيرة أو رؤوس أموال ضخمة، لا يوجد لدينا هناك (في سوريا) أي من هذا مما يتوجّب الحماية". وأكّد رئيس الوزراء الروسي على ضرورة "الامتناع عن التدخل الخارجي بل تقديم المساعدة؛ إذ إنّ التدخل لا يوصل دائمًا إلى حل الأزمة"، مشيرًا إلى أنّ الوضع في سوريا يتطلب المناقشة على مستوى الأممالمتحدة، ولكن من الضروري الضغط على قيادات تلك الدول حيث تجري إراقة الدماء. ويأتِي هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه التحركات الدولية للضغط على نظام الرئيس السوري لوقف القمع الذي يمارسه ضدّ مواطنيه خلال الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.