قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، اليوم الثلاثاء، إن إنشاء مناطق عزل، يهدد الأمن الغذائي في ال 3 دول الأكثر إصابة بفيروس الحمى النزفية "إيبولا". وأوضح تقرير للمنظمة نشرته على موقعها على الإنترنت، إن "إجراءات العزل (مناطق الإصابات) وتقييد الحركة حدت بصفة كبيرة من حركة المواد الغذائية والتجارة في غينياوليبيريا وسيراليون، وأدت إلى ارتفاع الأسعار ونقص في اليد العاملة". ونقل التقرير عن بوكار تيجاني، ممثل (الفاو) في إفريقيا قوله إن "الوصول إلى الغذاء أصبح يمثل إشكالا كبيرا لعدد كبير من سكان الدول الثلاث (غينياوليبيريا وسيراليون) وجيرانهم". وأضاف التقرير: "مع القيود المفروضة على حركة السلع، من المنتظر أن تتدهور أوضاع الأمن الغذائي في الأسابيع والأشهر القادمة كما سيكون لهذا الوضع آثار على المدى البعيد على الزراعيين والاقتصاديات القروية". ولفت التقرير إلى أن "أسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعا كبيرا بالنظر إلى انعدام الوفرة وهي نتيجة مباشرة لإغلاق بعض المعابر الحدودية وانعزال المناطق الحدودية بين الدول الثلاثة وتقلص المبادلات بين الموانئ". ولتجاوز هذا الإشكال، أطلق البرنامج العالمي للتغذية عملية استعجالية على المستوى الإقليمي تقضي بإيصال 65 ألف طن من الغذاء لفائدة 1.3 مليون شخص، بحسب تقرير الفاو. وأودى فيروس "إيبولا" بحياة 1552 شخصاً في الدول الأكثر تضرراً بمنطقة الغرب الأفريقي (غينيا كوناكري، ليبيريا، سيراليون ونيجيريا)، من أصل 3069 حالة مصابة بالمرض، بحسب أحدث تقرير، صدر في 28 الشهر الماضي، عن منظمة الصحة العالمية، دون التطرق إلى الوفيات المسجلة في الكونغو الديمقراطية. و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90%، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت في غينيا في ديسمبر/ كانون أول العام الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخراً إلى السنغالوالكونغو الديمقراطية.