قال مسئول في وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، إن بلاده أقرت آلية تقاسم الإنتاج فى القانون الجديد للثروة المعدنية الذى تقوم حاليا بإعداده لإبرام اتفاقيات التعدين عن الذهب والمعادن النفيسة رغم كونها ليست النموذج الاستثماري الأفضل. وأضاف المسئول – الذى طلب عدم ذكر اسمه- فى تصريحات خاصة مع وكالة الأناضول، أن بلاده لن تعتمد نظام الإتاوة ( رسم ضريبي) والضرائب فى اتفاقيات التنقيب عن الذهب والمعادن النفيسة فى القانون الجديد للثروة المعدنية الذى تقوم حاليا باعداده. وأوضح المسئول ، إن هناك مخاوف من سوء استغلال بعض الشركات العالمية لنظام الإتاواة والضرائب فى اتفاقيات التنقيب عن الذهب والمعادن النفيسة، والحصول علي منافع مالية وامتيازات ضخمة تضر بصالح البلاد، كما يحدث فى بعض الدول الافريقية. وأضاف، ندرك أن آلية تقاسم الانتاج تجعل مزايدات التنقيب عن الذهب فى مصر أقل جاذبية لكننا لابد وان نحافظ على ثروات البلاد من المعادن. من جانبه ،قال الدكتور محمد زاهر رئيس لجنة التعدين بمجلس الاعمال المصرى الكندى إن مصر عليها تنويع آليات التنقيب عن الذهب لجذب الشركات العالمية ذات الخبرة مع وضع الضوابط القانونية التى تحافظ على حقوق الحكومة. وأضاف زاهر فى تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن شركات التعدين العالمية، والتي تفوق استثماراتها مليارات الدولارات لديها رغبة قوية فى الاستثمار بمصر، خاصة أن مصر تعد من أكبر الدول الغنية بالعديد من الخامات النادرة، لكن ما يعوق مخططها هو عدم وجود قانون يلائم الاستثمار فى صناعة التعدين، مشيرا إلي أن صناعة التعدين بها حجم مخاطر مرتفع، ولا بد من إصدار قانون تعدين قوي. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة التخطيط ، فان مساهمة قطاع التعدين فى الناتج المحلى الإجمالي لمصر لا تتجاوز 4% فى العام المالى 2012/ 2013. ولم تطرح هيئة الثروة المعدنية المصرية أى مزايدات للتنقيب عن المعادن النفيسية وفى مقدمتها الذهب منذ 2011 والتى شهد فيها الاطاحة بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك. ويوجد في مصر 120 منجم ذهب أشهرها وأكبرها منجم السكري وهو منجم ذهب ضخم يقع في منطقة جبل السكري، الواقعة 30 كم جنوبي مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، ومنجم حمش ودونجاش بالصحراء الشرقية ( شرق مصر)، وذلك وفقاً لتقرير وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية. وبلغت صادرات مصر من الخامات التعدينية 330 مليون دولار فى 2013 من مستهدف 2.4 مليار دولار حسب بيانات صادرة عن المجلس التصديرى للصناعات التعدينية. يذكر إن تعمل في مصر 6 شركات في مجال التنقيب عن الذهب، فيما يقتصر إنتاجه على شركة السكري للذهب التي تعمل في منطقة مرسى علم ( جنوب شرق مصر) وتملكها شركة "سنتامين" العالمية. وأشارت "سنتامين" في بداية العام الجاري إلى إنها تتوقع أن يصبح منجم السكري من أكبر 22 منجما على مستوى العالم، مشيرة إلى أنه تم إنتاج 357 ألف أوقية خلال 2013، بما يعادل 11.1 طن، متجاوزة المستهدف بنسبة 12 % تقريبا جدير بالذكر أيضا إن شركات التعدين في مصر تعمل، طبقا لقانون صدر في عام 1956، خلال الفترة التي كانت فيها البلاد تنتهج النظام الاشتراكي،وتراجع الحكومة المصرية، حاليا القانون الجديد للثروة المعدنية الذى يخضع حالياً للمراجعة النهائية تمهيداً لإصداره، بما يحقق للدولة إيرادات تتفق مع ما يحصل عليه المستثمرين من ثروات مصر.