استنكر عبود الزمر، القيادي الإسلامي البارز، روح الشك والتخوين المتبادل من بعض القوى السياسية، قائلاً إن "هذه الروح أضرت كثيرًا بالوطن والمواطن"، داعيًا إلى التعامل مع مبادرات المصالحة الوطنية بموضوعية. وأضاف الزمر في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم تحت عنوان "بين الإطار العملي والإطار الانتمائي"، أنه "ينبغي أن نتعامل بموضوعية مع كل المبادرات التي تصدر من كيانات أو من أشخاص فعلينا أن نحسن الظن بهم, ونأخذ منها ما يفيدنا في حل مشكلاتنا". يأتي ذ لك في خضم الجدل المثار حول مبادرة المصالحة الوطنية التي دعا إليها محمد العمدة النائب البرلماني السابق التي دعا فيها إلى الاعتراف بالرئيس عبدالفتاح السيسي ك "مرحلة انتقالية"، مع رفع الحظر عن جميع الأحزاب الإسلامية. واعتبر أن "ما صدر من مبادرات لحل الأزمة يمكن أن يصلح كمخزون أفكار لا يمكن أن يتجاوز الإطار النظري، إلا أن يتصدى فريق من الناس يتصف بالحيدة وينتدب نفسه للمصالحة الوطنية فيسعى بين الأطراف للتوفيق فيما بينهم مسترشدًا بما سبق طرحه من أفكار مع عرض النتائج على الشعب حتى يعرف الجميع مدى تجاوب كل طرف ومقدار تضحيته من أجل الوطن". وفيما يلي نص المقال بين الإطار العملي والإطار الانتمائي بقلم / عبود الزمر كثرت في الآونة الأخيرة الانتماءات للأحزاب والجماعات والتجمعات الفكرية على حساب الانتماء إلى الأمة الإسلامية التي يجب أن يكون الولاء لها في المقام الأول , ثم يكون الولاء للأشخاص أو الجماعات بحسب قربهم أو بعدهم عن الدين , وهذا معناه ألا يقف الانتماء الحزبي عائقاً أمام محبة أشخاص في كيان آخر خاصة إن كانوا على خلق ودين , لأن من تعصب لشخص أو جماعة بعينها وقع في المحظور , لكون ذلك يفوّت عليه إتباع الحق والصواب أينما كان , فالأمة الإسلامية أمة واحدة لها رب واحد يعبدونه , والواجب في حقها السعي إلى الوحدة والاجتماع يقول شيخ الإسلام ( فإن الله ورسوله أمرا بالجماعة والائتلاف , ونهيا عن التفرقة والاختلاف , وأمرا بالتعاون على البر والتقوى ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان ) وحتى ينصلح حال هذه الأمة عليها اتباع نهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم في تنقية العقيدة من الشوائب , واتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في القول والعمل , واعتماد الأساليب المشروعة في الحركة وصولاً إلى الغاية المرجوة من استخلاف الله للإنسان في الأرض ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون , ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون , إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) . إن ما نشاهده من سعي حثيث إلى تفريق الأمة وتمزيقها إلى دويلات وإلى عروق وقبليات إنما هو من كيد الأعادي لإضعاف قوة المسلمين وإفشالهم بالتنازع فيما بينهم قال تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) إن الانتماء إلى كيان أو جماعة لا يصح أن يحول دون نصرة المستضعفين من المسلمين أو من غيرهم الذين يتعرضون للاضطهاد في بلدانهم , وهذه هي عظمة الإسلام في فتح باب النصرة على مصراعيه لما فيه من رفع الظلم عن بني الإنسان عامة , كما أن الخروج من دائرة الانتماء لا تعني التحلل من ثوابت الإسلام وأصوله أو حتى فروعه , ولكنها تعني التفاعل مع الآخر في الإطار العملي المشروع الذي يكون فيه الخير للوطن كله والنفع لعموم الناس , فالتحالفات السياسية على أهداف سامية أمر مشروع كالتحالف على إزالة المنكرات ورفع المظالم وإقامة الحق والعدل بين الناس , فكل هذه الأمور محمودة حث عليها الشرع ورغّب فيها قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى , ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) . إننا نعيش مرحلة حساسة ينبغي أن نراعي فيها الإطار العملي الذي يجمع كل أطياف المجتمع حول محددات بعينها يسهل الاتفاق عليها دون تحفظات من أحد , ويجب أن تختفي روح الشك والتخوين المتبادل من بعض القوى السياسية إذ أن هذه الروح أضرت كثيراً بالوطن والمواطن, ثم إننا ينبغي أن نتعامل بموضوعية مع كل المبادرات التي تصدر من كيانات أو من أشخاص فعلينا أن نحسن الظن بهم , ونأخذ منها ما يفيدنا في حل مشكلاتنا , ولعل ما صدر من مبادرات لحل الأزمة يمكن أن يصلح كمخزون أفكار لا يمكن أن يتجاوز الإطار النظري إلا أن يتصدى فريق من الناس يتصف بالحيدة وينتدب نفسه للمصالحة الوطنية فيسعى بين الأطراف للتوفيق فيما بينهم مسترشداً بما سبق طرحه من أفكار مع عرض النتائج على الشعب حتى يعرف الجميع مدى تجاوب كل طرف ومقدار تضحيته من أجل الوطن . والله المستعان