رفض المتحدث باسم حزب الوسط عمرو فاروق كل المزاعم, التي يرددها أنصار السلطة, حول أسباب انسحاب حزبه من تحالف دعم الشرعية. وأضاف فاروق في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن ما حدث ليس انسحابا من الحراك الثوري بالشكل الذي يروج له أنصار السلطة, وإنما هو تعديل للمسار لخلق مسار لاستعادة الديمقراطية. وتابع أن هذا الإجراء جاء بسبب ما وصفه بالخلاف في الرؤى بين أعضاء "تحالف دعم الشرعية", و"إصرار كل فريق على رؤيته مما أصاب العملية السياسية بالاختناق"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن التحالف قوي, ولن ينهار بخروج حزب أو آخر, لأنه مجرد جهة سياسية للتنسيق بين الأحزاب. وأكد فاروق أنه "لا توجد تسوية مع السلطة ولن تكون هناك تسوية, إلا بتصحيح المسار الديمقراطي تشارك فيه كل القوى, ويساندها ظهير شعبي". ونفى فاروق أن يكون الانسحاب مقدمة لمصالحة ما، وقال :"السلطة لا تقبلنا كوسطاء, وسبق أن رفضت مبادرات عديدة لأنها رأت أن المبادرات تطرح رؤية أشخاص تراهم يعبرون عن الفصيل الآخر". وجاء إعلان حزب الوسط انسحابه من تحالف دعم الشرعية ليثير جدلا بمصر بشأن ما إذا كان ذلك يمثل بداية لتفكك التحالف الذي تشكل عقب تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي بعد مرور عام واحد على انتخابه في أول انتخابات ديمقراطية تجري عقب ثورة 25 يناير 2011. وزاد من الجدل أن الإعلان جاء في ظل مأزق سياسي راهن وحالة من الاختناق السياسي بين القوى الثورية والتيارات الإسلامية بسبب اختلاف الرؤى بين الجانبين ,اللذين كانا شركاء في ثورة يناير مما أوجد حالة من غياب التوافق بينهما في وقت تقترب فيه الانتخابات البرلمانية. وبرر الحزب قراره بالعمل خارج نطاق تحالف دعم الشرعية في بيان صدر الجمعة الموافق 29 أغسطس بأنه يستهدف العمل من أجل "تحقق الإرادة الشعبية وتحقيق المسار الديمقراطي واستعادة روح 25 يناير المهددة". وأشار البيان إلى أن "الانقلاب زاد من تعقيد الأزمة السياسية وعمق الاستقطاب السياسي والانقسام المجتمعي لذلك لا يجب أن تكون الهياكل والأشكال مقدمة للمقاصد"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الغاية واحدة وهي استمرار الثورة واستعادة الحرية للشعب". وكما هي الحال في كل القضايا تقريبا، فقد اختلفت القوى السياسية المصرية في تقييم هذه الخطوة, حيث اعتبر المنتمون للتحالف أنه يصب في صالحه، وصرح أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة أيمن عبد الغني بأن "كل حزب له الحرية في خياراته ما دامت في إطار ثوابت الثورة ومبادئها، وهذا بدوره يشكل جهة قوية من جهات معارضة تضم قوى سياسية ثورية تسير بالتوازي مع تحالف دعم الشرعية". وفي المقابل, لم يستبعد البرلماني السابق محمد أبو حامد أن يكون التنظيم الدولي للإخوان هو من أمرهم بالانسحاب في خطة جديدة لتضليل الرأي العام، مضيفا "لا شك أنها خدعة جديدة من قبل الإخوان لأن حزب الوسط والإخوان شيء واحد". ويرجح المعارضون للإسلاميين أن التحالف ينهار، وأن الانسحاب دليل على فشل قيام أحزاب على أساس ديني، حيث اعتبر ثروت الخرباوي -الذي اشتهر إعلاميا بهجومه على الإخوان, ويقدم على أنه عضو سابق بالجماعة- أن "ما يسمى بتحالف دعم الشرعية سبّب ضررًا كبيرا لحزب الوسط"، مرجعا قرار الحزب إلى قرب موعد الانتخابات البرلمانية. وأشار الخرباوي إلى أنه لم يعد هناك ما يسمى ب"تحالف دعم الشرعية"، وأن حزب الوسط انسحب لتحسين موقفه في الشارع المصري بهدف التمكن من دخول البرلمان.