دشن العديد من النشطاء والحركات الشبابية لتيار جديد أسموه "تيار يناير" داعين المصريين إلى النزول للشارع يوم 27سبتمبر المقبل بالتزامن مع النطق بالحكم في "قضية القرن" المتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي، وعدد من كباره مساعديه. وجاء الإعلان عن تدشين هذا التيار بعد أن ابتعدت القوى الثورية خلال الفترة الماضية عن الشارع، في محاولة لإعادة ترتيب صفوفها مرة أخرى واستعادة الظهير الشعبي لها بالشارع المصرى ليكون سندًا لها خلال الفعاليات الاحتجاجية، فيما انغمرت أخرى فى الاهتمام بالمشاكل والقضايا الاقتصادية والاجتماعية للشعب. وأكد عمرو بدر، المنسق العام لحملة مرشح الثورة، وأحد مؤسسي "تيار يناير"، أن "تدشين تيار يناير جاء في إطار الدعوة المشاركة فى الفعاليات التي دعا إليها عدد من القوى السياسية والثورية للنزول يوم 27 من شهر سبتمبر المقبل، بالتزامن مع إصدار الحكم النهائي على الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي". وأضاف بدر، أن "التيار يهدف فى الأساس إلى الدفاع عن الحريات العامة ضد التسلط والاستبداد، والدفاع عن العدالة الاجتماعية ووقف تهميش الفقراء والبسطاء، والدفاع عن الكرامة الإنسانية ضد الانتهاكات اليومية، بالإضافة إلى الدعوة لإطلاق سراح المعتقلين، وإسقاط قانون التظاهر، وإطلاق الحريات العامة بلا قيود". وأشار إلى أنهم سيدعون النضال من أجل إصدار قانون للعدالة الانتقالية، يقتص لدماء الشهداء والمصابين ومحاسبة جميع رموز نظام مبارك على جرائم إفساد الحياة السياسية والنهب، ومحاكمة كل من ارتكب تورط في الدم أو مارس التعذيب أو نهب ثروات المصرين منذ تولي حسنى مبارك السلطة وحتى الآن. وأضاف بدر، أن هناك اتصالات تجرى فى الوقت الراهن مع العديد من القوى والأحزاب السياسية بشأن إعلان مشاركتها فى هذا اليوم، مستثنيا من ذلك جماعة "الإخوان"، بعد "أن تبين محاولة استغلال جماعة الإخوان المسلمين لدعوات النزول فى المشاركة مع الثوار الحقيقيين"، وفق قوله. وقال زيزو عبده الناشط ب "جبهة طريق الثورة" وحركة "شباب 6 إبريل"، إن دعوات النزول يوم 27 سبتمبر تأتي للتأكيد على الرفض التام لعودة أركان النظام القديم والهجوم على ثورة 25 يناير ووصفها بالمؤامرة، وإظهار مبارك في صورة الحمل الوديع المظلوم من الثوار. وأكدت شيماء حمدي المتحدث الإعلامي باسم "جبهة طريق الثورة"، تأييدها لدعوة للتظاهر في 27سبتمبر، والتي قالت إنها جاءت من بعض النشطاء المستقلين، مضيفة: "دائمًا ما يسبق المستقلون الحركات والقوى بخطوة، وهو أمر جيد وصحي". وأشارت إلى أن الجبهة ستعقد اجتماعًا قريبًا لاتخاذ قرار بالمشاركة في التظاهرة المزمعة، مشددة على ضرورة استمرار التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية، خاصة بعدما شهدته جلسات المحاكمات الأخيرة لأركان النظام السابق، وتساهل هيئة المحكمة معهم بشكل فج، مما عبأ النفوس بغضب جم. من جانبه، قال محمد فؤاد، المتحدث الإعلامي باسم حركة "شباب 6 إبريل" الجبهة الديمقراطية"، إن "الحركة تأثرت بشكل كبير بحملات التشويه الضخمة التي يشنها الإعلام واتهامات العمالة والخيانة وغيرها من الاتهامات، لكنها ستعود إلى فعاليات الاحتكاك المباشر بالشعب المصري، وذلك للتعريف بالحركة مرة أخرى والدفاع عنها والتعريف بأفكارها ومفاهيمها وما تهدف إليه، كما كانت تفعل قبل عام 2011 أى قبل اندلاع ثورة 25 يناير." وأشار فؤاد، إلى سعيهم لاستعادة الشارع مرة أخرى وذلك عبر حملات التوعية المستمرة، فضلاً عن عملهم أيضًا على ملف المعتقلين. على الجانب الآخر، قلل صلاح حسب الله نائب رئيس حزب "المؤتمر" من الدعوات للتظاهر في27 من شهر سبتمبر المقبل واصفًا إياها بأنها "دعوات محدودة"، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى أصبح فى اشتياق إلى دولة القانون والقضاء والاهتمام الأكبر أصبح لمستقبل مصر لأن الرئيس وأعوانه أصبحوا من دفاتر الماضي ويجب على الشعب والشباب ألا ينظر خلفه. وأضاف حسب الله، أن "خروج الشباب للتعبير عن رأيهم واستيائهم من قرارات أو المحاكمة فى مجمله ليس خطأ لأن الدولة المصرية فى ثوبها الجديد تحترم حرية الرأي والتعبير والديمقراطية التي طالما نبحث عنها، ولكن قبل النزول والدعوة للتظاهر يجب على هؤلاء الشباب مراعاة ظروف الدولة واحترام دولة القانون ومؤسساتها وبناء الوطن وحالته الاقتصادية والمعيشية".