فجعنا كشعب سوري بصمت مصري مطبق إزاء ما يجري في سورية الحبيبة خصوصا وأن هذا الصمت يأتي بعد ثورة شعبية عارمة قذفت بأحد فراعنة العصر إلى المحاكمة، حينها ظننا أن مصر الشقيقة الكبرى بعد الثورة ستكون أمينة لهيكل الثورة الجديدة وأمينة للثوار الذين انعتقوا من نير الاستبداد والاستعباد الفرعوني وبالتالي ستقف مع كل ثوار الأرض لنرى حينها مصر الجديدة ، زادت فجيعتنا واستغرابنا موقف وزير خارجية مصر القديمة على ما يبدو مصر ما قبل الثورة نبيل العربي حين دعا إلى إرسال وزير خارجية أوربي من أجل إيجاد مخرج للأزمة السورية .. لا أدري ماذا نقول في سورية، هل هذه مصر التي ضحى من أجلها المئات من شباب وشابات مصر في ثورة لم يعرف العالم وربما البشرية بطهرها ونقائها، هل هذه مصر التي يتطلع إليها شعب مصر، هل هذه مصر التي تريد أن تقود العالم العربي الخالي من الديكتاتورية و الفساد والمجرمين أم أنها لا تزال في عقلية ومزاج مصر مبارك،فمصر التي لديها الكلمة الأقوى في جامعة الدول العربية لم نسمع لها كلمة إزاء المجازر التي أقضت مضاجع كل إنسان شريف في العالم، مصر التي لم نسمع لها تعليقا على حمزة الخطيب وثامر الشرعي وهاجر الخطيب والمئات من أمثالهم، مصر الرسمية التي صمتت صمت القبور إزاء كل ما جرى ويجري من مذابح وفظائع في درعا والرستن وجسر الشغور ومعرة النعمان، هذه مصر ما قبل الثورة، ولا نعتقد أنها مصر الجديدة .. مصر ما بعد الثورة ومصر الجديدة التي ينبغي أن تقطع صلاتها وروابطها مع عهد مبارك وما قبله من حيث الدفاع عن الأنظمة العربية الاستبدادية، ينبغي أن تكون مع الشعوب ومنحازة إلى مطالبهم، حينها فقط نقول إن الثورة المصرية انتصرت، ولا يمكن للثورة المصرية أن تكتمل دون أن تنتصر الثورة السورية، فجناحا العالم العربي مصر وسورية، ولا يمكن للعالم العربي أن يحلق والله أعلم دون اكتمال الجناح الثاني برحيل الاستبداد البعثي أس الفساد وتكبيل العالم العربي لعقود، وهذاه دعوة مفتوحة إلى شباب وشابات ثورة مصر العربية العزيزة على قلوبنا في أن يلتفتوا إلى السياسة الخارجية للحكومة المصرية الجديدة فالخارج صدى للداخل، وما لم يتم تنظيف المنطقة من الهواء الفاسد هواء الاستبداد البعثي والديكتاتوري فلا نستطيع أن نقول إن الثورة المصرية انتصرت، فانتصار ثورة مصر يكتمل بانتصار ثورة تونس وسورية واليمن وليبيا، حينها نستطيع أن نقول إن الهواء النقي هو الغالب، وحينها فقط نقول إن الحكام والوزراء والمسؤولين سيكونون أمناء على الثورة .. نصيحة أخيرة لإخواننا ثوار مصر قطف الثورة لا يكون على المستوى الداخلي فقط، وإنما على المستوى الخارجي، فالتفتوا إلى تصريحات مسؤولي مصر في الخارج ولتكن صدى لسياستكم في الداخل، ولتكن منسجمة مع الثورة والثوار والحرية و التحرر في الوقوف إلى جانب الثوار في سورية وليبيا واليمن،لا نريد لبقايا الأنظمة الفاسدة المستبدة أن تفرض أجندتها وإلا فنقول يا أبو زيد ما غزيت ..