استبعد الخبير العسكري صفوت الزيات أن تكون زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا مرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الزيات في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن الزيارة ربما تكون محاولة للضغط على واشنطن, قبل زيارة السيسي إليها لخلق نوع من التوازن. لكنه أضاف أن روسيا أضعف من أن تحقق هذا التوازن، لأنها تعاني من عزلة دولية بعد ضمها إقليم القرم الأوكراني, "ومن ثم فهي لا تملك الكثير لكي تقدمه للسيسي". واستبعد الزيات وجود علاقة بين الزيارة وتقرير "هيومان رايتس ووتش" حول مجزرة رابعة العدوية، قائلا :"إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهم بارتكاب جرائم حرب في الشيشان عام 2000 , ومن ثم فلا مجال لتدخله في مثل هذه التقارير". وكان السيسي توجه قبل أيام إلى روسيا بعد زيارة قام بها للمملكة العربية السعودية, وتعد هذه أول زيارة يؤديها السيسي لروسيا بعد توليه مهام الرئاسة مطلع يونيو الماضي. وتحدثت وسائل إعلام مصرية عن إجراء السيسي مباحثات مع القيادة الروسية بشأن إبرام صفقات سلاح, لكن هذا يتنافى مع تقارير لوكالة "إيتار-تاس" الروسية قالت فيها إن الزيارة تهدف إلى التعاون في مجالات العلوم والثقافة والتعليم والمجال السياحي. يُذكر أن السيسي زار روسيا في فبرايرالماضي عندما كان وزيرًا للدفاع، وتحدثت وسائل إعلام مصرية آنذاك عن اقتراب توقيع صفقة أسلحة بين القاهرة وموسكو بتمويل سعودي إماراتي, لكن سفير روسيابالقاهرة نفى حينها تلك الأنباء. وتزامنت زيارة السيسي الأخيرة لروسيا مع صدور تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت فيه السلطات المصرية بارتكاب جرائم بحق معتصمي رابعة العدوية والنهضة. وكانت واشنطن سارعت للتعبير عن انزعاجها من فحوى التقرير على لسان نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية التي أشارت إلى زيارة السيسي لروسيا بقولها إن مصر حرة في إقامة علاقات مع أية دولة، وأضافت ماري هارف "ولكن تقرير هيومن رايتس ووتش أثار لدينا انزعاجا". وخلصت "هيومان رايتس ووتش" في تقريرها الصادر في 12 أغسطس إلى أن قوات الأمن المصرية مارست "القتل الممنهج" واقترفت جرائم ضد الإنسانية بقتلها نحو 1150 متظاهراً في يوليو وأغسطس من عام 2013. ووفق التقرير -الذي يستند إلى تحقيق استمر عاماً كاملاً- فإن قوات الأمن المصرية في فضها اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013 "اتبعت خطة تتحسب لعدة آلاف من الوفيات", وقتل في تلك الواقعة 817 شخصاً على الأقل، وأكثر من ألف جريح على الأرجح. ويعمل التقرير -المكون من 188 صفحة، تحت عنوان "حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر"- على توثيق كيفية قيام الشرطة والجيش على نحو ممنهج بإطلاق الذخيرة الحية على حشود من المتظاهرين المعارضين لخلع الجيش في الثالث من يوليو/تموز الرئيس محمد مرسي في ست مظاهرات بين 5 يوليو و17 أغسطس 2013. ووفق المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث, فإن قوات الأمن نفذت "واحدة من أكبر وقائع قتل المتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث", في "حملة قمعية عنيفة مدبرة من جانب أعلى مستويات الحكومة المصرية".