قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إن مخاطبة الرئيس المخلوع حسني مبارك للشعب المصري في جلسة محاكمته الأربعاء تعد "إهانة كبيرة"، بل "قمة الاستفزاز" للمصريين. وأضاف نافعة في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن ما فعله مبارك يعني أن الشعب ليس لديه الحق في الثورة التي قام بها في 25 يناير 2011 على نظامه. أضاف أن المحاكمة كانت "هزلية" منذ بدايتها, وألقي القبض على مبارك بعد أسابيع من الثورة عليه، كما اتهم بتهم, غير التي كان ينبغي أن يتهم بها. وحول توقيت الخطاب, أبدى نافعة تشكيكه بأن يكون المقصود هو أن يتزامن الخطاب مع ذكرى أحداث مذبحة رابعة، ولكنه أوضح أن الخطاب جاء في لحظات يشتد فيها عود الثورة المضادة، مؤكدا أن إدانة مبارك لثورة 25 يناير تعد إهانة لها وللشعب المصري. ورجح نافعة أن تكون السلطات الحالية موافقة على أن يخاطب مبارك الشعب، لأن هناك نافذين في الحكم يسعون لتشويه ثورة يناير باعتبارها ثورة دبرها من يصفونهم ب"الإرهابيين"، مؤكدا أن الشعب المصري الذي قام بالثورة يعلم ويدرك جيدا أن حكم مبارك كان من أسوأ الديكتاتوريات, التي شهدها العالم. وكان مبارك قال الأربعاء خلال محاكمته بقضية قتل المتظاهرين إنه لم يُصدر أي أوامر بالقتل إبان الثورة الشعبية, التي أطاحت به من السلطة في 2011. وأدلى مبارك بمرافعة منقولة تلفزيونيا، وأنكر التهم الموجهة إليه، ووجه خطابا كأنه للأمة، أوضح فيه كيف تعامل إبان حكمه بكل حزم في مواجهة الإرهاب، وكيف حافظ على الدولة وحفظ كيانها. ووجه مبارك حديثه إلى القاضي -وهو يقرأ من ورقة مكتوبة- قائلا :"إن محمد حسني مبارك الماثل أمامكم اليوم لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين، لأي ظروف أو أسباب". ودافع مبارك -في كلمة هي الأطول له منذ عزله- عن سجل حكمه, الذي استمر ثلاثين عاما، مؤكدا أن "الحرب على الإرهاب ستنجح بفضل القيادة الحالية". وحددت محكمة جنايات القاهرة, التي تحاكم مبارك يوم 27 سبتمبر المقبل, موعدا لإصدار حكمها في قضيتيْ قتل المتظاهرين السلميين والفساد المتهم فيهما مبارك. ويواجه مبارك ووزير داخليته آنذاك حبيب العادلي وستة من مساعديه اتهامات بقتل مئات المتظاهرين أثناء الثورة، كما يواجه هو ونجلاه جمال وعلاء اتهامات بممارسة الفساد. وحُكم سابقا على مبارك بالسجن المؤبد في يونيو 2012، لكن الحكم جرى نقضه لاحقا في يناير 2013. ويتساءل البعض حول الأسباب التي دفعت المحكمة إلى إعطاء مبارك منصة يدافع فيها عن نفسه، ومغزى الكيل بمكيالين, حينما يتعلق الأمر بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي حرم إيصال صوته للشعب.